شرح القواعد الأربع
شرح القواعد الأربع
Chercheur
خالد الردادي
Maison d'édition
مؤسسة الرسالة
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٤هـ -٢٠٠٣م
Genres
.................................................................................
_________
= وإذا تولّاه الله في الدنيا والآخرة فإنه لا سبيل إلى المكاره أن تصل إليه، لا في دينه ولا في دنياه، قال –تعالى-: ﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ﴾ [البقرة: ٢٥٧]، فإذا تولاك الله أخرجك من الظلمات –ظلمات الشرك والكفر والشكوك والإلحاد- إلى نور الإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: ١١] .
فإذا تولاّك الله برعايته وبتوفيقه وهدايته في الدنيا والآخرة؛ فإنّك تسعد سعادة لا شقاء بعدها أبدًا، في الدنيا يتولاّك بالهداية والتوفيق والسير على المنهج السليم، وفي الآخرة يتولاّك بأن يُدخلك جنته خالدًا مخلّدًا فيها لا خوف ولا مرض ولا شقاء ولا كرب ولا مكاره، وهذه ولاية الله لعبده المؤمن في الدنيا والآخرة. قال ابن القيم:
إذا تولاه امرؤٌ دون الورى
تولاه العظيم الشان
قال: "وأن يجعلك مباركًا أينما كنت" إذا جعلك الله مباركًا أينما كنت فهذا هو غاية المطالب، يجعل الله البركة في عمرك، ويجعل البركة في رزقك، ويجعل البركة في علمك، ويجعل البركة في عملك، ويجعل البركة في ذريتك، أينما كنت تصاحبك البركة، أينما توجّهت، وهذا خيرٌ عظيم، وفضلٌ من الله ﷿.
قال: "وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر" خلاف الذي إذا أُعطي كفر النعمة وبطِرها، فإن كثيرًا من الناس إذا أُعطوا النعمة كفروها وأنكروها، وصرفوها في غير طاعة الله ﷿، فصارت سببًا لشقاوتهم، أما من يشكر فإن الله يزيده: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن =
1 / 9