Explication du Poème de la Croyance
شرح منظومة الإيمان
Genres
لما كان الدعاء هو أساس العبادة ولبها كما جاء في الحديث الصحيح (١)، فإن صرفه لغير الله ﷿ يعد شركا أكبر. قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ .
لذلك فإن الاستغاثة بغير الله ﷿ في أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالى، شرك واضح. وقد جاء في الحديث الصحيح: "من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار" (٢) .
قال ابن القيم ﵀: " ومن أنواعه – أي الشرك الأكبر – طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فضلا عمن استغاث به، وسأله قضاء حاجته، أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها وهذا من جهله بالشافع والمشفوع له عنده" (٣) .
(١) - وهو ما أخرجه الترمذي في التفسير برقم: ٣٢٤٧ (ص٧٣٨) وقال: حسن صحيح، وأبو داود في الصلاة-باب الدعاء برقم: ١٤٧٩ (١/٣٣٢) . (٢) البخاري في التفسير برقم: ٤٤٩٧ (ص٨٥١)، ومسلم بلفظ آخر في الإيمان برقم: ٩٢ (ص٦٤) . (٣) مدارج السالكين: ١/٣٤٦.
1 / 178