135

Explication du Poème de la Croyance

شرح منظومة الإيمان

Genres

اعلم أن الإنسان محاسب أشد ما يكون الحساب على ما ينطقه بلسانه، كما دلت على ذلك آيات وأحاديث كثيرة (١) . فمن ذلك حديث معاذ، وفيه قول النبي ﷺ: " ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على وجوههم - أو قال مناخيرهم - في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم" (٢) . ومنها ما جاء في الحديث الصحيح:" إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يرى بها بأسا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا" (٣) . وأخطر ما ينطقه اللسان، ويُخشى على صاحبه من غضب الله ﷿ ومقته، التكلم في الأعراض، والطعن في المؤمنين، ووصفهم بما ليس فيهم. وقد قال ﷾: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ . وقال رسول الله ﷺ:" من قال في مؤمن ما ليس فيه، حبس في ردغة الخبال، حتى يأتي بالمخرج مما قال" (٤) . وقال أيضا:" إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق" (٥) .

(١) - للشيخ بكر أبو زيد مبحث طيب في هذه المسألة في مقدمة كتابه النافع " معجم المناهي اللفظية"، فليراجع للفائدة. (٢) - رواه الترمذي في الإيمان-باب ما جاء في حرمة الصلاة برقم: ٢٦١٦ (ص٥٩٤)، وابن ماجة في الفتن برقم: ٣٩٦٣، وأحمد في مسند الأنصار: ٢١٠٠٨. (٣) - رواه بألفاظ مختلفة البخاري في الرقاق برقم: ٦٤٧٨ (ص١٢٤٣)، ومسلم في الزهد والرقائق برقم: ٢٩٨٨ (ص١١٩٧) . (٤) - رواه أبو داود في الأقضية-باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها برقم: ٣٥٩٧ (٢/١٦٤)، وأحمد في مسند المكثرين برقم: ٥١٢٩.. (٥) - رواه أبو داود في الأدب-باب في الغيبة برقم: ٤٨٧٦ (٢/٤٥١)، وأحمد في مسند العشرة برقم: ١٥٦٤.

1 / 139