243

Explication du Credo des Prédécesseurs et des Gens du Hadith - Al-Rajhi

شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث - الراجحي

Genres

علامات أهل البدع
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي ﷺ، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقادًا منهم في أخبار الرسول ﷺ أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، وحججهم العاطلة، بل شبههم الداحضة الباطلة ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد:٢٣]، ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج:١٨]].
هذه علامات أهل البدع، فهي كما يقول المؤلف ﵀: بادية على أهلها، وظاهرة، ومن أظهرها شدة معاداتهم لأهل السنة والجماعة، وحملة أخبار النبي ﷺ واحتقارهم لهم؛ واستخفافهم بهم، فهم ينبزونهم بالألقاب الشنيعة، فيسمونهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة.
فالمعطلة الجهمية والمعتزلة يسمون أهل السنة مشبهة؛ لأنهم يثبتون الصفات، والروافض يسمون أهل السنة النواصب، وقد يسمونهم حشوية، وسيأتي كلام للمؤلف ﵀ أن كل طائفة تنبز أهل السنة بلقب؛ اعتقادًا منهم بأن أخبار الرسول ﵇ لا تفيد العلم، وأن العلم هو ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، وأما الأحاديث والنصوص فإنها تعزل عندهم؛ لأنها ظواهر لفظية لا تفيد اليقين، وإنما يفيد اليقين عندهم الأدلة العقيلة، ويسمونها قواطع عقلية، وبراهين يقينية، وأما الكتاب والسنة فظواهر لفظية لا تفيد اليقين! وهكذا سول لهم الشيطان، ولهذا يقول المؤلف ﵀: يرون أن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة.
ثم قال: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد:٢٣] يعني: أنهم يدخلون في عموم الآية، وإن كانت هذه الآية للكفرة لكن يدخل فيها المبتدعة: ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج:١٨]، وهؤلاء تركوا السنة فأهانهم الله.

14 / 16