شرح كتاب التوحيد
حاشية كتاب التوحيد
Maison d'édition
-
Numéro d'édition
الثالثة
Année de publication
١٤٠٨هـ
Genres
وروى الطبراني بإسناده (١): " أنه كان في زمن النبي ﷺ منافق يؤذي المؤمنين (٢)، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله ﷺ من هذا المنافق (٣)، فقال النبي ﷺ: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستعاث بالله ﷿ " (٤) .
ــ
(١) إلى عبادة بن الصامت ﵁، وقد بيض المصنف لاسم الراوي، والطبراني هو الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطين، أبو القاسم اللخمي المعمر، صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها، روى عن جماعة منهم: أبو زرعة والنسائي واسحق وخلق، وعنه ابن ريدة وأبو نعيم وخلق، وكان واسع الحفظ، بصيرا بالعلل والرجال، عاش مائة، وسمع وهو ابن ثلاث عشرة، وتوفي سنة ٣٦٠ هـ.
(٢) هو عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين.
(٣) أي يرفع عنا أذيته فإنه قد آذى الله ورسوله.
(٤) وهذا نص منه ﷺ أنه لا يستغاث به، حماية لجناب التوحيد وسدا لذرائع الشرك، وتحذيرا من وسائله، وإذا كان هذا مع سيد الخلق فمن دونه بطريق الأولى.
قال شيخ الإسلام: «والاستغاثة بمعنى أن يطلب من رسول الله ﷺ ما هو اللائق بمنصبه، لا ينازع فيها مسلم فإن الصحابة كانوا يطلبون منه الدعاء، ويستسقون به، كما في الصحيح وغيره، وأما بالمعنى الذي نفاها فهي مما يجب نفيها، قال: وقد يكون في كلام رسول الله ﷺ عبارة لها معنى صحيح، لكن بعض الناس يفهم من تلك غير مراد الله ورسوله، وهذا يرد عليه فهمه، كما روى الطبراني " أنه كان في زمن النبي ﷺ =
1 / 116