110

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

اللَّهُمَّ استَجِبْ لَنَا» (١). فاحرص يا عبد اللَّه أن تؤمِّن في دعائك حينما تقرأ هذه السورة العظيمة؛ فإن «التأمين طلب الإجابة من الرب سبحانه، واستنجازها فهو تأكيد لما تقدم من الدعاء وتكرير له» (٢). وأختم بكلام نفيس لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵀ في أهمية تدبر وتأمل ما جاء في هذه السورة الجليلة «فإذا تأمل العبد هذا، وعلم أنها نصفان: نصف للَّه تعالى، وهو أولها إلى قوله: ﴿إيَّاكَ نَعْبُدُ﴾، ونصف للعبد دعاء يدعو به لنفسه، وتأمل أن الذي علّمه هذا هو اللَّه تعالى، وأمره أن يدعو به، ويكرره في كل ركعة، وأنه سبحانه من فضله وكرمه، ضمن إجابة هذا الدعاء إذا دعاه، وأخلص، وحضور قلب تبيّن له ما أضاع أكثر الناس» (٣). ويقول ﵀ فيما ينبغي للمعلم أن يعلمه: «ومن أعظم ما تنبهه عليه: التضرع عند اللَّه، والنصيحة، وإحضار القلب في دعاء الفاتحة إذا صلَّى» (٤). وإذا أردت يا عبد اللَّه أن تقتطف من ثمار هذه السورة الكريمة، فاستحضر كل كلمة تقرؤها، وما دلّت عليه من معنى، وكذلك فاجعل الحديث القدسي السابق الذكر مرآة أمام

(١) المصدر السابق. (٢) تحفة الذاكرين، ص ٣٨. (٣) الدرر السنية، ١٠/ ٢٨. (٤) المصدر السابق، ١/ ١١٥.

1 / 111