Explanation of Alfiya Ibn Malik by Al-Uthaymeen
شرح ألفية ابن مالك للعثيمين
Genres
تعريف الكلام عند النحاة
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [الكلام وما يتألف منه] هذه ترجمة، وأصلها: هذا باب الكلام وما يتألف منه، ففيها محذوفان: المحذوف الأول: المبتدأ، والثاني: الخبر الذي هو المضاف، حذف وأقيم المضاف إليه مقامه، فصار: الكلام وما يتألف منه.
أي: ما يجتمع منه الكلام.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [كلامنا لفظ مفيد كاستقم] قوله: (كلامنا): ابن مالك ﵀ من أئمة النحو، فإذا قال: (كلامنا) وأضاف الكلام إلى نفسه ومن كان على شاكلته صار المراد: (كلامنا نحن النحويين) احترازًا من الكلام في اللغة؛ لأن الكلام في اللغة أعم مما قاله ﵀.
الكلام في اللغة يطلق على ما تكلم به الإنسان من مفيد وغير مفيد؛ أما عند النحويين فهو كما سيأتي: لفظ مفيد.
لفظ: وهو ما ينطق به اللسان.
فخرج بهذا القيد الكتابة والإشارة والعلامات التي تفيد، والعقد بالأصابع، فإنها تفيد ما يفيده الكلام وليست كلامًا، وكذلك النصب.
الإشارة مثل أن أشير لشخص أن يذهب.
والكتابة معروفة، فالكتابة تفيد ما يفيده الكلام لكنها ليست لفظًا.
والعقد: في حديث صفة الصلاة أنه عقد في التشهد ثلاثًا وخمسين، يعني أن العرب تعقد بأصابعها عقودًا تدل على عدد معين.
وهذا أيضًا مفيد لاشك ويقوم مقام الكلام؛ لكنه ليس لفظًا فلا يكون كلامًا عند النحويين.
والنصب: العلامات، مثل علامات الطريق، بأن توضع علامات في الطريق من أحجار أو أخشاب منصوبة أو غيرها بدون أن يكتب عليها شيء، وكأنها تقول لك: الطريق من هنا، فهي قائمة مقام النطق لكنها ليست لفظًا فلا تكون كلامًا.
إذًا خرج بكلمة (لفظ) أربعة أشياء.
2 / 3