168

Explication de la croyance d'Al-Hafiz Abd al-Ghani al-Maqdisi

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Maison d'édition

غراس للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Genres

والصحيح كما قرره المحققون من أهل العلم: أنَّ النبي ﷺ لم ير ربه، وأن رؤية الله للجميع إنما تكون في الآخرة، فهي من نعيم الآخرة فتكون في الآخرة.
ففي قول المصنف ﵀: " يُرى " رد على المعتزلة ومن تأثر بهم ممن ينكر الرؤية.
وقوله: " في الآخرة " رد على أرباب التصوف ومن على شاكلتهم ممن يدعي أنه يرى الله في الدنيا.
" كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله ﷺ " يشير المصنف إلى أنَّ الرؤية دلَّ عليها أدلة من القرآن والسنة، ثم بدأ يذكر بعض هذه الأدلة فقال:
" قال الله ﷿: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ "
هذا دليل من القرآن، ناضرة من النضرة، يقال: وجه نضر أو ذو نضرة أي: ذو حسن وبهاء ونور وضياء. ويقال: نضَّر الله وجهك أي: جعله ذا نضرة وحسن وبهاء وجمال.
وفي الحديث عن النبي ﷺ قال:"نضر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره" ١. وهذه دعوة من النبي ﷺ لمن اعتنى بالسنة حفظًا وتبليغًا أن ينضر الله وجهه أي يجعل وجهه ذا نضرة.
وفي هذا الحديث دليل على أنَّ المحافظة على السنة تعطي نضرة للوجه في الدنيا والآخرة، وإضاعة السنة والانغماس في البدعة يكسب صاحبه سوادًا في الوجه وظلمة فيه، فالسنة ضياء والبدعة ظلام، ولهذا يقول عبد الله بن

١ أخرجه أبو داود " رقم ٣٦٦٠ "، والترمذي " رقم ٢٦٥٦ وقال حديث حسن "، وابن ماجه " رقم ٢٣٠ " وصححه الألباني في الصحيحة " رقم ٤٠٤ "

1 / 174