33

شرح العقيدة الواسطية للهراس

شرح العقيدة الواسطية للهراس

Maison d'édition

دار الهجرة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤١٥ هـ

Lieu d'édition

الخبر

Genres

والهُدى بِهَذَا الْمَعْنَى عامٌّ لِجَمِيعِ النَّاسِ، وَلِهَذَا يوصَفُ بِهِ الْقُرْآنُ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (١) . وَيُوصَفُ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ؛ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم ٍ﴾ (٢) . وَقَدْ يَأْتِي الهُدى بِمَعْنَى التَّوْفِيقِ وَالْإِلْهَامِ، فَيَكُونُ خَاصًّا بمَن يَشَاءُ اللَّهُ هِدَايَتَهُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَم ِ﴾ (٣) . وَلِهَذَا نفاهُ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء﴾ (٤) . وَالْمُرَادُ بالهُدى هُنَا: كلُّ مَا جَاءَ بِهِ النبيُّ ﷺ مِنَ الْإِخْبَارَاتِ الصَّادِقَةِ، وَالْإِيمَانِ الصَّحِيحِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ. والدِّين يَأْتِي لِعِدَّةِ معانٍ: مِنْهَا: الْجَزَاءُ؛ كَمَا فِي قوله تعالى: ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (٥) . ومنهُ قولُهم: كَما يَدِينُ الفَتى يُدَانُ (٦) .

(١) الإسراء: (٩) . (٢) الشورى: (٥٢) . (٣) الأنعام: (١٢٥) . (٤) القصص: (٥٦) . (٥) الفاتحة: (٤) . (٦) روى البيهقي في «الزهد» (ص٢٩٧)، وابن عدي في «الكامل» (٢/٢١٦٨)؛ من حديث ابن عمر مرفوعًا: «البر لا يبلى، والإثم لا ينسى، والدَّيَّان لا ينام، فكن كما شئت كما تدين تُدان»؛ بإسناد ضعيف. ورواه أحمد في «الزهد» (ص١٧٦) موقوفًا على أبي الدَّرداء؛ بإسناد ضعيف أيضًا. انظر: «ضعيف الجامع» (٤٢٧٤)، و«الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة» للسيوطي، تحقيق: الصباغ، رقم (٣٢٨) .

1 / 53