شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
64

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤٢١ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

إذًا من القرآن ثلاثة أدلة تدل على أن نوحا أول الرسل ومن السنة ما ثبت في حديث الشفاعة: "أن أهل الموقف يقولون لنوح: أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض" (١)، وهذا صريح. أما آدم ﵊، فهو نبي، وليس برسول. وأما إدريس، فذهب كثير من المؤرخين أو أكثرهم وبعض المفسدين أيضًا إلى أنه قبل نوح، وأنه من أجداده لكن هذا قول ضعيف جدًا والقرآن والسنة ترده والصواب ما ذكرنا. وآخرهم محمد ﵊، لقوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠]، ولم يقل: وخاتم المرسلين، لأنه إذا ختم النبوة، ختم الرسالة من باب أولى. فإن قلت: عيسى ﵊ ينزل في آخر الزمان (٢) وهو رسول، فما الجواب؟.

(١) البخاري (٧٤٤٠) كتاب التوحيد/ باب كلاما لله مع الأنبياء يوم القيامة، ومسلم (١٩٤) كتاب الإيمان/ باب أدنى أهل الجنة منزلًا (٢) لما رواه الإمام أحمد (٢٩٢١)، عن ابن عباس ﵄ في تفسير هذه الآية ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾ قال: هو خروج عيسى بن مريم ﵇ قبل يوم القيامة. قال أحمد شاكر: إسناده صحيح، وفي الحديث عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا" أخرجه البخاري (٢٢٢٢) كتاب البيوع/ باب قتل الخنزير، ومسلم (١٥٥) كتاب الإيمان باب نزول عيسى بن مريم وقد ذكر ابن كثير الأحاديث الواردة في نزول عيسى بن مريم ﵇ إلى الأرض من السماء عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [النساء: ١٥٩].

1 / 66