167

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤٢١ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

السنة قال النبي ﵊: "من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا، طوقه الله به يوم القيامة من سبع أرضين" (١).
وقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ﴾: ﴿مَنْ ذَا﴾ اسم استفهام أو نقول: ﴿مَنْ﴾ اسم استفهام، و﴿ذَا﴾: ملغاة، ولا يصح أن تكون ﴿ذَا﴾: اسمًا موصولًا في مثل هذا التركيب، لأنه يكون معنى الجملة: من الذي الذي! وهذا لا يستقيم.
وقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ﴾ الشفاعة في اللغة: جعل الوتر شفعًا، قال تعالى: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر: ٣]. وفي الاصطلاح: هي التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة، فمثلًا: شفاعة النبي ﷺ لأهل الموقف أن يقضى بينهم: هذه شفاعة بدفع مضرة، وشفاعته لأهل الجنة أن يدخلوها بجلب منفعة.
وقوله: " ﴿عِنْدَهُ﴾ أي: عند الله.
﴿إِلاّ بِإِذْنِهِ﴾؛ أي: إذنه له وهذه تفيد إثبات الشفاعة، لكن بشرط أن يأذن ووجه ذلك أنه لولا ثبوتها، لكان الاستثناء في قوله ﴿إِلاّ بِإِذْنِهِ﴾: لغوًا لا فائدة فيه.
وذكرها بعد قوله: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ...﴾ يفيد أن هذا الملك الذي هو خاص بالله ﷿، أنه ملك تام السلطان، بمعنى أنه لا أحد يستطيع أن يتصرف، ولا بالشفاعة التي هي خير، إلا بإذن الله، وهذا من تمام ربوبيته وسلطانه ﷿.

(١) رواه البخاري (٢٤٥٢) كتاب المظالم/ باب إثم من ظلم شيئًا من الأرض، ومسلم (١٦١٠) عن سعيد بن زيد ﵁ كتاب المساقاة/ باب تحريم الظلم وغصب الأرض.

1 / 169