165

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤٢١ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾ [طه: ١١١].
هذان الاسمان فيهما الكمال الذاتي والكمال السلطاني، فالذاتي في قوله: ﴿الْحَيُّ﴾ والسلطاني في قوله: ﴿الْقَيُّومِ﴾، لأنه يقوم على كل شيء ويقوم به كل شيء.
قوله: ﴿لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ﴾: والسنة النعاس وهي مقدمة النوم ولم يقل: لا ينام، لأن النوم يكون باختيار، والأخذ يكون بالقهر.
والنوم من صفات النقص، قال النبي ﵊:
"إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام" (١) لنقصها، لأنها تحتاج إلى النوم من أجل الاستراحة من تعب سبق واستعادة القوة لعمل مستقبل، ولما كان أهل الجنة كاملي الحياة، كانوا لا ينامون، كما صحت بذلك الآثار.
لكن لو قال قائل: النوم في الإنسان كمال، ولهذا، إذا لم ينم الإنسان، عد مريضًا.

(١) رواه مسلم (١٧٩) من حديث أبي موسى الأشعري ﵁ كتاب الإيمان/ باب قوله ﵇: "إن الله لا ينام .. ".

1 / 167