Explication et clarification sur l'exégèse d'al-Jalalayn - Partie 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Genres
توبتِهما واعترافِهما بذنبهما، وهذه الكلمات هي المذكورة في سورة الأعراف: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣)﴾ [الأعراف: ٢٣]، فتاب الله عليهما وغفرَ ذنبَهما بأنه - سبحانه - توَّابٌ أي: كثيرُ التوبة على عبادِه رحيمٌ بهم.
﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ﴾ تأكيدٌ للضمير المستترِ ليَعطفَ عليه ﴿وَزَوْجُكَ﴾ حواء بالمدِّ، وكان خَلْقُها مِنْ ضلعِهِ الأيسرِ ﴿الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا﴾ أَكْلًا ﴿رَغَدًا﴾ واسعًا لا حَجْرَ فيه ﴿حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ بالأكلِ منها، وهي الحِنطة أو الكَرْم أو غيرهما ﴿فَتَكُونَا﴾ فتصيرا ﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ العاصينَ ﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ﴾ إبليسُ أذهبَهما، وفي قراءة: ﴿فَأَزَالَهُمَا﴾ نحَّاهما ﴿عَنْهَا﴾ أي: الجنة بأنْ قالَ لهما: هَلْ أدلُّكما عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ؟ وَقَاسَمَهُمَا بالله إنه لهما لِمَنْ النَّاصِحين فأكَلَا منها ﴿فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾ مِنْ النعيم ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا﴾ إلى الأرضِ أي: أنتما بما اشتملْتُما عليه مِنْ ذريتكما ﴿بَعْضُكُمْ﴾ بعضُ الذرية ﴿لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ مِنْ ظلمِ بعضكم بعضًا ﴿وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ﴾ موضع قرار ﴿وَمَتَاعٌ﴾ ما تتمتعون به من نباتها ﴿إِلَى حِينٍ﴾ وقت انقضاء آجالكم ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبّه كَلِمَاتٍ﴾ ألهمَهُ إيَّاها، وفي قراءة: بنصب آدم ورفعِ كلماتٌ، أي: جاءَهُ؛ وهي: ﴿رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا﴾ الآية، فدعا بها ﴿فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ قَبِل توبتَه ﴿إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ﴾ على عباده ﴿الرَّحِيمُ﴾ بهم.
وقولُ المؤلِّف: (تأكيدٌ للضمير المستترِ ليعطفَ عليه): يريد أنَّ الضمير المنفصل وهو «أنت» جاء في الجملة تأكيدًا للضمير المستتر الواقع فاعلًا لفعل الأمر «اُسكن».
1 / 99