Explication et clarification sur l'exégèse d'al-Jalalayn - Partie 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Genres
وعلى الماء الجاري، والسياق والتركيب يُعيِّنُ أحدَ المعنيين، إذًا: فالأنهار في الآية هي أنواع الأشربة من الماء واللَّبن والخمر والعسل وغيرها.
وقولُه: (وإسنادُ الجري إليه - أي: إلى النهرِ - مجازٌ): جعله من قَبيل المجاز العقلي، والأظهر أن المجاز في كلمة ﴿الْأَنْهَارُ﴾ فيكون مِنْ المجاز المرسل؛ كما تقدم.
وقولُه: (أُطعمُوا من تلكَ الجناتِ): يعني أُوتي لهم بطعامٍ من ثمار الجنة، و(مِنْ) في قوله: ﴿مِنْهَا﴾ ابتدائية، وفي قوله: ﴿مِنْ ثَمَرَةٍ﴾ بيانية، و﴿رِزْقًا﴾ مفعولٌ ثانٍ لرُزقوا.
وقولُه: (مثلَ ما): يريد أنَّ قولهم: ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ﴾ مثلَه لا عينه.
وقولُه: (قبلَه في الجنة): يريد أن المعنى أن الذي رُزقوه من قبلُ هو من رزق الجنة، وهذا أحد القولين في الآية (^١)، وهو الصواب، وقيل: المراد: بما رُزقوه من قبلُ في الدنيا، واختاره ابن جرير (^٢)؛ لقوله تعالى: ﴿كُلَّمَا رُزِقُوا﴾ فيدخل فيه أول رزقٍ يُرزقونه في الجنة، والصواب: هو القول الأول؛ لأن رزق الجنة لا يشبه رزقَ الدنيا، وإن كان يوافقُه في الاسم، ولقوله تعالى: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾، وهذا مختصٌّ بثمار الجنة (^٣).
وقولُه: (جِيئوا بالرزقِ): هذا معنى ﴿أُتُوا بِهِ﴾. وقوله تعالى: ﴿مُتَشَابِهًا﴾ حالٌ من الرزق، ومعنى ﴿مُتَشَابِهًا﴾ أي: يشبه بعضه بعضًا فاللون واحد والطعم مختلف.
(^١) وهو قول يحيى بن أبي كثير، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٠٩ - ٤١٠). (^٢) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤١٠). (^٣) ينظر الخلاف وذكر الحجج في: «حادي الأرواح» لابن القيم (٣٥٨ - ٣٦٢)، وكأن ابن القيم يميل لما ذكره شيخنا؛ فقد عقب على حجج الطبري ولم يصرح بشيء.
1 / 73