38

Explication et clarification sur l'exégèse d'al-Jalalayn - Partie 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Genres

الأولى: بسكونِ الكاف وكسرِ الذال (^١)؛ لقوله في الآية السابقة: ﴿وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨)﴾ المعنى: أنهم كاذبون في قولهم: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾. ونزلَ في المنافقينَ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ أي: يومَ القيامة؛ لأنه آخرُ الأيام ﴿وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ رُوعِيَ فيه معنى «من» وفي ضميرِ ﴿يَقُولُ﴾ لفظُها ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ بإظهار خلافِ ما أبطنوه من الكفر ليدفعوا عنهم أحكامَه الدنيوية ﴿وَمَا يُخادعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ﴾ لأنَّ وبالَ خداعِهم راجعٌ إليهم فيُفتضحون في الدنيا بإطلاع اللهِ نبيَّه على ما أبطنوه ويُعاقَبون في الآخرة ﴿وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ يعلمون أنَّ خداعَهم لأنفسِهم، والمخادعةُ هنا مِنْ واحد كعاقبتُ اللصَّ، وذِكْرُ اللهِ فيها تحسينٌ، وفي قراءةٍ: ﴿وما يَخْدَعُونَ﴾. ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ شكٌّ ونفاقٌ فهو يمرض قلوبَهم أي: يُضعفُها ﴿فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ بما أنزلَهُ من القرآن لكفرِهم به ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ مُؤلمٌ ﴿بِمَا كَانُوا يُكَذِّبُونَ﴾ بالتشديدِ أي: نبيُّ الله، وبالتخفيفِ أي: في قولهم: ﴿آمَنَّا﴾. وقول المؤلِّف: (ونزلَ في المنافقينَ): يبيِّن أنَّ الآيات الآتية ابتداءً من قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾، وهي: ثلاث عشرة آية كلّها في صفة المنافقين، وأنَّ الآيتين المتقدِّمتين - السادسة والسابعة - في شأنِ الكفار وبيانِ مصيرهم. وقولُه: (يومَ القيامة): يريد أنَّ اليوم الآخر من أسمائِه؛ وقولُه: (لأنه آخرُ الأيام): يريد أنَّ يوم القيامة سُمِّيَ الآخر؛ لأنه لا ليلةَ بعده فلا يوم بعده؛ لأنَّ كلَّ يومٍ مسبوقٌ بليلته، وكلُّ يومٍ من أيام الدنيا تأتي بعده ليلة (^٢).

(^١) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٢٩٣ - ٢٩٦). (^٢) ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٢٧٨ - ٢٧٩).

1 / 42