Explication et clarification sur l'exégèse d'al-Jalalayn - Partie 1
التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م
Genres
قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)﴾.
«يوم الدين»: أحدُ أسماءِ يومِ القيامة، ومعناه: يومُ الجزاءِ والحسابِ للعباد على الأعمال.
﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ أي: الجزاءُ، وهو يوم القيامة، وخُصَّ بالذِّكر لأنه لا ملك ظاهرًا فيه لأحدٍ إلَّا لله تعالى، بدليل: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ﴾ [غافر: ١٦]. ومن قرأ «مالك» فمعناه: مالكُ الأمر كلّه في يوم القيامة؛ أي: هو موصوفٌ بذلك دائمًا كـ ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ﴾ [غافر: ٣]، فصحَّ وقوعُه صفةً للمعرفة.
وقولُ المؤلِّف: (خُصَّ بالذِّكر): معناه: خُصَّ يومَ الدين بأنَّ اللهَ ملكه، والملكُ فيه له سبحانه مع أنه تعالى مالكُ الدنيا والآخرة، ﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى﴾ [الليل: ١٣]، ويُبيّنُ المؤلِّفُ وجهَ التخصيص بقوله: (لأنه لا ملك ظاهرًا فيه لأحدٍ إلَّا لله تعالى)، بخلاف الدنيا ففيها ملوكٌ لكنَّ ملكَهم عاريةٌ، وهم: ذاهبون، ولهذا في الحديث الصحيح: أنَّ اللهَ إذا أخذ الأرضَ والسماوات بيديه يقول: «أنا الملكُ، أين ملوك الأرض؟» (^١)، فلا ملكَ لأحدٍ يومَ القيامةِ سواه، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا والْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار: ١٩].
وقولُه: (ومن قرأ «مالك» …) إلى آخره: يدلُّ على أنَّ في الكلمة قراءتين، و﴿مَلِكِ﴾ بلا ألف قراءةُ الجمهور (^٢)، واختارها ابنُ جرير (^٣). ووجهُ التخصيص بـ «يوم الدين» مثل: وجه التخصيص على القراءة الأولى.
(^١) رواه البخاري (٤٨١٢)، ومسلم (٢٧٨٧) من حديث أبي هريرة ﵁. (^٢) قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وأبو حاتم وخلف بإثبات ألف بعد الميم لفظًا، وقرأ الباقون بغير ألف. ينظر: «النشر في القراءات العشر» ١/ ٢٧١. (^٣) «تفسير الطبري» (١/ ١٥٠).
1 / 24