103

Explication et clarification sur l'exégèse d'al-Jalalayn - Partie 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Genres

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا﴾: هذا نهيٌ من الله لأحبار اليهود أن يؤثروا الدنيا على الآخرة، فيستبدلوا بآيات الله التي عندهم ثمنًا؛ أي: عرضًا من الدنيا قليلًا يُعطَونه ليُحرِّفوا أو يكتموا آياتِ الله التي فيها الخبرُ عن الرسول ﷺ وَصِفَتُه، ثم أكَّد الأمرَ بالخوف منه فقال: ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)﴾. وقوله: ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)﴾: هذه الجملةُ إعرابُها كالتي قبلها ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠)﴾، وهذا أمرٌ من الله لأَحبار اليهود أن يتَّقوه فلا يشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا، والتقوى: هي امتثالُ الأوامر والنواهي خوفًا من الله تعالى، ولهذا قال المؤلِّف: - تفسيرًا لقوله تعالى: ﴿فَاتَّقُونِ﴾ -: (خَافُونِ فِي ذَلِكَ دون غيري). وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢)﴾: اللَّبس: خلطُ الشيء بالشيء حتى لا يتميَّزْ أحدُهما من الآخر (^١)، والآية نهيٌ لليهود عن خلط الحقِّ المنزَّل عليهم بالباطل الذي افتروه من تشريعاتٍ وتحريفاتٍ، ولذا قال المؤلِّف في تفسير كلمات الآية: في معنى ﴿تَلْبِسُوا﴾: تخلطوا، ﴿الْحَقَّ﴾: الذي أنزلتُ عليكم، ﴿بِالْبَاطِلِ﴾: الذي تفترونه. وقوله تعالى: ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢)﴾: الواو: قيل عاطفة؛ فالتقدير: ولا تكتموا الحقَّ؛ فتفيد الآية النهيَ عن كلٍّ من الأمرين على انفراد: اللبس والكتمان، ﴿وَتَكْتُمُوا﴾ مجزومٌ بلا الناهية، وقيل: الواو واو المعيَّة، والفعلُ منصوبٌ بأنْ بعدها، فتفيدُ الآية على هذا الإعراب: النهيَ عن الجمع بين الأمرين - اللبس والكتمان -، وهذا اختلافٌ في الإعراب ودلالةِ الكلام (^٢)، وأمَّا الحكمُ فمعلومٌ أنَّ كلًّا من اللبس والكتمان حرامٌ مجتمعَين أو منفردَين،

(^١) ينظر: «المفردات» للراغب (ص ٧٧٥)، و«التبيان في تفسير غريب القرآن» لابن الهائم (ص ٧١). (^٢) الوجه الأول هو قول ابن عباس، والوجه الثاني هو قول أبي العالية ومجاهد. ينظر: «معاني القرآن» للفراء (١/ ٣٣)، و«تفسير الطبري» (١/ ٦٠٧ - ٦٠٩).

1 / 107