119

التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي

Maison d'édition

المكتبة العصرية-صيدا

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٩٧٣

Lieu d'édition

بيروت

Genres

إِنْجْلِتْرَا» (١). وهكذا كان كثيرون يتظاهرون باعتناق البروتستانتية مثلًا لينالوا حماية أو ينالوا مالًا (٢).
على أن ميدان التدخل السياسي من طريق التبشير لم يبق ميدانًا للأمريكيين والإنجليز وحدهم، فإن روسيا القيصرية أيضًا أرادت أن تدلي دلوها. لقد تنبهت روسيا إلى أن في الإمبراطورية العثمانية طائفة أرثوذكسية فأرادت أن تسيطر أولًا على البطاركة والأساقفة الأرثوذكس وتتخذهم وسيلة إلى تحقيق أطماعها السياسية في الإمبراطورية العثمانية. وهكذا أخذ الروس يشترون الأراضي في فلسطين خاصة ويقيمون عليها الأبنية ويتدخلون، ساعة يستطيعون، في الأمور الدينية والسياسية.
على أن نزول روسيا إلى الميدان لم يكن نقمة كبيرة على البلاد، بل كان ينطوي على نغمة، هي أن المساعي الروسية في حقل التبشير وقفت في وجه المساعي الأمريكية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية أيضًا. ولما أرادت الدولة العثمانية أن تخرج المبشرين الأمريكيين من البلاد اعتقد بعضهم أن ذلك كان نتيجة لمسعى روسي (٣).
اليَسُوعِيُّونَ أَيْضًا:
وكذلك كان لليسوعيين صولة في الإمبراطورية العثمانية لأن الدول الغربية عمومًا وفرنسا وإيطاليا والبابوية خصوصًا كانت تحميهم وتؤيدهم (٤)، ولأن المؤسسات الكاثوليكية في الشرق كانت كثيرة. ويستغرب (جسب) كيف أن فرنسا قد طردت اليسوعيين من بلادها (٥) ثم هي تنفق عليهم في الخارج ملايين الفرنكات ذهبًا. ولا غرو فإن فرنسا كانت ترسل اليسوعيين إلى الخارج عمالًا سياسيين لها ودعامة اجتماعية لآرائها وخالقي مشاكل في سبيل مصالحها. ومع أن فرنسا كانت عدوة لليسوعيين في بلادها فإنها كانت لليسوعيين في الخارج الصنم الذي يعبدونه، وكان اليسوعيون يعدون كل من تعرض لفرنسا تعرضًا للبابا نفسه (٦).

(١) Jessup ٢٩١
(٢) Jessup ٣٥٥
(٣) Jessup ٦١٩ f
(٤) Les Jésuites en Syrie ١: ١١
(٥) cf. also Enc. Br. ١٥: ٣٤٧
(٦) Jessup ٦٥٩

1 / 121