آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

Ahmad Al-Jabri d. Unknown
154

آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

Maison d'édition

مبرة الآل والأصحاب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

قَبَسٌ نَبَويّ كانت رسالة نبينا محمد ﷺ هي الخاتمة، ولأنها الخاتمة فقد جاءت كاملة وشاملة، ومن جوانب شمولها: أنها لم تهتم بالتزكية النفسية والإصلاح القلبي فحسب، بل امتدت لتشمل الناحية الجسدية بالعناية، وفي عموم قوله ﵊: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير» (^١) ما يدلُّ على هذا المعنى. قال النووي: «المراد بالقوة هنا: عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على العدو في الجهاد، وأسرع خروجًا إليه، وذهابًا في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة، والصوم، والأذكار، وسائر العبادات، وأنشط طلبًا لها، ومحافظةً عليها، ونحو ذلك» (^٢). ولا شكَّ أن قوة البدن مما يُعين الإنسان على الطاعة، مع قوة

(^١) «صحيح مسلم» (٢٦٦٤)، من حديث أبي هريرة ﵁. (^٢) النووي، «المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج» (١٦/ ٢١٥).

1 / 167