186

Era of the Rightly Guided Caliphs: An Attempt to Critique Historical Narratives According to the Methodology of Hadith Scholars

عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين

Maison d'édition

مكتبة العبيكان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

الرياض

Genres

أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى ..) (١). وهكذا صار الخمس للدولة وأربعة أخماس الغنيمة للمقاتلين.
ومن الظاهر أن حركة الردة اقتصرت غنائمها على داخل الجزيرة العربية فكان معظمها من الخيل (الكراع) والإبل والماشية، والسبي (نساء وذراري)، والسلاح (الحلقة)، وشيء من الذهب والفضة، ولا تذكر المصادر أرقامًا محددة بالنسبة لأصناف الغنيمة، ولكن مصادرة الخيل والسلاح من القبائل المرتدة يوفر أعدادًا جيدة للدولة، نظرًا لعناية القبائل بحيازة الخيل والسلاح. وكان الإجراء يهدف إلى إضعاف المرتدين لعدم الثقة بهم، لذلك لم يقبل اشتراكهم في حركات الفتح الإسلامي حتى نهاية خلافة أبي بكر ﵁.
ولا جدوى من محاكمة الروايات وفق مناهج المحدثين لأن معظم الأرقام وردت في روايات تأريخية لا يتمتع رواتها بثقة النقاد من أهل الحديث، فلو نظرنا في مصادر الطبري عن حركات الردة لوجدناه ينقل (٧٣) رواية عن سيف و(١٤) رواية عن ابن اسحق و(٥) روايات عن أبي مخنف و(٤) روايات عن ابن الكلبي (٢). أما كتاب ابن حبيش (عبد الرحمن بن محمد بن حبشي الأندلسي) فهو أكثر دقة وتنوعًا في المصادر بالنسبة لحركة الردة حيث يقتبس كثيرًا من ابن اسحق والواقدي ووثيمة ويعقوب الزهري، في حين اعتمد خليفة بن خياط في تأريخه على ابن اسحق (١٩ رواية) والمدائني (١٦ رواية) بالدرجة الأولى.
والحق أن المصادر الحديثية تقتصر على ذكر معلومات محدودة دون الخوض في التفاصيل التي أوردها الإخباريون.

(١) الأنفال ٤١.
(٢) عبد العزيز محمد نور ولي: حركة الردة في اليمن وحضرموت وعمان ص ١٠.

1 / 203