316

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

Maison d'édition

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

سبحانه إلا ذكر معه، ولا تصح للأمة خطبة ولا تشهد حتى يشهدوا أنه عبده ورسوله، وأوجب ذكره في كل خطبة، وفي الشهادتين اللتين هما أساس الإسلام وفي الأذان الذي هو شعار الإسلام وفي الصلاة التي هي عماد الدين إلى غير ذلك من المواضع.
أن الله أقسم بحياته ﷺ-: فقال تعالى: ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (الحجر: ٧٢) والإقسام بحياة المقسم بحياته يدل على شرف حياته وعزتها عند المقسم بها، وأن حياته ﷺ لجديرة أن يقسم بها لما فيها من البركة العامة والخاصة ولم يثبت هذا لغيره ﷺ.
أن الله وقره في ندائه، فناداه بأحب أسمائه وأوصافه ﷺ فقال: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ و﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ﴾ - وهذه الخصيصة لم تثبت لغيره، بل ثبت أن كلا منهم نودي باسمه فقال تعالى: ﴿يَاآدَمُ اسْكُنْ﴾ ﴿إِذْ قَال اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ﴾ ﴿يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ﴾ ﴿قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ﴾ ﴿يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ﴾ ﴿يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ ﴿يَالوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ﴾ ﴿يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ﴾ ﴿يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ﴾ ولا يخفي على أحد أن السيد إذا دعي أحد عبيده بأفضل ما وجد فيه من الأوصاف العلية والأخلاق السنية، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام التي لا تشعر بوصف من الأوصاف ولا بخلق من الأخلاق، دل ذلك على أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم. وهذا معلوم بالعرف أن من دعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كان ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه.
النهي عن مناداته باسمه ﷺ-: فقال الله تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣)﴾ (النور: ٦٣)
لا يرفع صوت فوق صوته ﷺ-: إن الله نهي الأمة أن يرفعوا أصواتهم فوق صوته ﷺ ولا يجهروا له بالقول -كما هو الحال بين الناس- حتى لا تحبط أعمالهم فقال الله تعالى: ﴿يأيها

1 / 316