275

Encyclopedia of Scientific Miracles in the Quran and Sunnah

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Maison d'édition

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

Édition

الثانية ١٤٢٦ هـ

Année de publication

٢٠٠٥ م.

Lieu d'édition

جادة ابن سينا.

Genres

هناك أقمارٌ تدورُ حولَ نفْسِها في بضعِ سنواتٍ، هناك أقمارٌ تبتعدُ كثيرًا، وهناك أقمارٌ تقتربُ كثيرًا، ولكنّ التفكيرَ السليمَ، والتفكيرَ الدقيقَ هو أنَّه لو لم يكنِ القمرُ يدورُ حوْلَ نفسِه، وحولَ الأرضِ في وقتٍ واحدٍ، ولو لم يقطعْ في دورتِه ثلاثَ عشْرةَ درجةً، ولولا تأخُّرُ شُروقِه تسعًا وأربعين درجةً لَمَا وُجِد تقويمٌ، ولَمَا اسْتَفَدْنا منه.
ماذا لو قَلَّتِ المسافةُ بينَ الأرضِ والقمرِ عمّا هي عليه الآن؟ قال ﷾: ﴿الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ﴾ [الرحمن: ٥] .
إنّ بُعْدَ القمرِ عنِ الأرضِ بِحُسبانٍ دقيقٍ، فالمدُّ والجزْرُ يَقَعَانِ بِتَأثيرِ القمرِ، ولكنْ بِتَأثيرٍ محدودٍ، فلو قَلَّتْ هذه المسافةُ لارْتَفَعَ البحرُ، ولغطَّى اليابسةَ، ثمّ انْحسرَ عنها، وكانت الحياةُ على اليابسةِ مستحيلةً، ولو اقتربَ أكثرَ من ذلك لجذَبَتْهُ الأرضُ، وارتطمَ بها، ولو ابتعدَ القمرُ عن الأرضِ أكثرَ لانعدمَ المدُّ والجَزْرُ، وللمدِّ والجزْرِ في البحار وظيفةٌ خطيرةٌ، فلو ابتعدَ أكثرَ وأكثرَ لجذبتْهُ كواكبُ أخرى، ولدارَتِ الأرضُ حول نفسها في أربعِ ساعاتٍ!! فيُصبح النهارُ ساعتين، والليلُ ساعتين، هذا كلُّه مُنْطَوٍ تحت قوله تعالى: ﴿الشمس والقمر بِحُسْبَانٍ﴾ .
يقول الله ﷾: ﴿والقمر قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حتى عَادَ كالعرجون القديم﴾ [يس: ٣٩]، قدَّرناه منازل، ثم يقول: ﴿لاَ الشمس يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القمر وَلاَ اليل سَابِقُ النهار وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: ٤٠]، ويقول في آيةٍ أخرى: ﴿وَسَخَّر لَكُمُ الشمس والقمر دَآئِبَينَ﴾ [إبراهيم: ٣٣] .
لا يخطرُ في بالِ أحدٍ ما امتدَّتْ به الحياةُ ألاَّ يبدوَ القمرُ، قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يجري إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ٢٩] .
ومِن آياتِه الدالةِ على عَظَمَتِه تعالى قولُه سبحانه: ﴿تَبَارَكَ الذي جَعَلَ فِي السمآء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا﴾ [الفرقان: ٦١] .

2 / 25