Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

Khalid Al-Kharaz d. Unknown
84

Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

موسوعة الأخلاق - الخراز

Maison d'édition

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

لمعانية أوفى الفهوم؛ لأن شرف العلم بشرف المعلوم" (١). فهو الهُدى والنور، وهو كتاب الأخلاق الأول، وهو الذي يهدي للتي هي أقوم، وحسن الخلق من جملة ما يهدي إليه القرآن. وفيه من الوصايا العظيمة الجامعة التي لا توجد في أي كتاب آخر، والتي لو أخذت بها البشرية لتغير مسارها، ولاستنارت سبلها، ولعاشت عيشة الهناءة والعز والسلام، بل إن آية واحدة في القرآن جمعت مكارم الأخلاق، وهي قوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٩]. وقال الله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٤]. فالحياة في ظلال القرآن نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، فأي نعمة أعظم من نعمة قراءة القرآن والعيش معه؟ قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢)﴾ [البقرة: ٢]، سماه الله نورًا؛ لأن القلوب لا تضيء ولا تشرق إلا بتلاوة القرآن والعمل به. قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ﴾ [المائدة: ١٥ - ١٦]. وقال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: ٨٢]. والقرآن شفاء، وفي القرآن رحمة لمن خالطت قلوبهم بشاشة الإيمان، فأشرقت وتفتحت بنوره من الهوى والدنس والطمع والحسد ونزغات الشيطان.

(١) "زاد المسير" (١/ ٣).

1 / 84