274

Encyclopedia of Arab Speeches in the Glorious Ages

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Maison d'édition

المكتبة العلمية بيروت

Lieu d'édition

لبنان

Genres

فإن تقواه جنة من بأسه، ووسيلة عنده، واحذروا من الله الغير، والزموا جماعتكم، لا تصيروا أحزابًا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا".
"تاريخ الطبري ٥: ١٢٦، ١٤٩".
١٥٤- خطبة الوليد بن عقبة:
قال الطبري:
لما أصاب الوليد بن عقبة حاجته من أرمينية "سنة ٢٤هـ -وكان أهلها قد منعوا ما صالحوا عليه أهل الإسلام أيام عمر- ودخل الموصل، فنزل الحديثة، أتاه كتاب من عثمان ﵁:
"أما بعد فإن معاوية بن أبي سفيان كتب إليّ يخبرني أن الروم قد أجلبت على المسلمين بجموع عظيمة، وقد رأيت أن يمدهم إخوانهم من أهل الكوفة، فإذا أتاك كتابي هذا، فابعث رجلًا ممن ترضى نجدته وبأسه وشجاعته وإسلامه، في ثمانية آلاف أو تسعة آلاف أو عشرة آلاف، من المكان الذي يأتيك فيه رسولي والسلام".
فقام الوليد في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد: أيها الناس فإن الله أبلى المسلمين في هذا الوجه بلاء حسنًا، فرد عليهم بلادهم التي كفرت، وفتح بلادًا لم تكن فتحت، وردهم سالمين غانمين مأجورين، فالحمد لله رب العالمين.
وقد كتب إلي أمير الؤمنين يأمرني أن أندب منكم ما بين العشرة الآلاف إلى الثمانية الآلاف تمدون إخوانكم من أهل الشام، فإنهم قد جاشت عليهم الروم، وفي ذلك الأجر العظيم، والفضل المبين، فانتدبوا رحمكم الله مع سلمان بن ربيعة الباهلي".
فانتدب الناس.
"تاريخ الطبري ٥: ٤٦".

1 / 277