فإذا تعففت حتى عما وضع قبالتك وكنت قادرا على ازدرائه، فلن تكون شريكا فقط في ولائم الآلهة بل في ملكهم.
12
فبهذا المسلك صار ديوجين وهيراقليط وأضرابهما إلهيين عن حق، ولقبوا بذلك. (16) لا تنح في داخلك
إذا ما رأيت شخصا يبكي متحسرا، لفراق ولد أو لوفاته، أو لفقدان ممتلكاته، فاحذر أن يأخذك الظاهر بعيدا فتظن أن الأضرار الخارجية هي ما يبكيه، بل اذكر في الحال أن «ما يكرثه ليس الحدث؛ فمثل هذا لا يكرث غيره، بل فكرته عن الحدث.»
لذلك لا تدخر وسعا في أن تواسيه بالكلمات ، بل أن تنوح معه إذا أمكن ذلك، ولكن احذر أن تنوح أيضا في دخيلتك.
13 (17) ممثل في مسرحية
14
تذكر أنك ممثل في مسرحية تمضي مثلما يشاء لها المؤلف؛ قصيرة إذا شاء لها القصر، وطويلة إذا شاء لها أن تطول. إذا راقه أن تلعب فيها دور شحاذ فإن عليك أن تؤديه أداء طبيعيا. وقد يريدك أن تؤدي دور أعرج أو مسئول حكومي أو صاحب عمل خاص. وأيا ما كان دورك، فهذه مهمتك: أن تجيد أداء الشخصية المقيضة لك. أما اختيار الشخصية فليس هذا من شأنك. (18) نذر الشؤم
إذا تصادف أن نعق غراب بالشؤم فلا تدع المظاهر تأخذك بعيدا، بل سارع إلى التمييز وقل لنفسك: «لا شيء من هذه الأشياء يشير إلي، إنما يشير إلى جسدي التافه، أو إلى ممتلكاتي الضئيلة، أو سمعتي أو أبنائي أو زوجتي. أما بالنسبة لي فكل النذر هي نذر خير إذا شئت ذلك. فإذا ما ألم بي أي شيء من هذه الأشياء فما زال بوسعي أن أفيد منه خيرا.»
15 (19) الحرية هي الغنى «عن»
Page inconnue