Em‘ān al-Naẓar fī Mashrū‘iyyat al-Bughd wa al-Hajr
إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر
Maison d'édition
دار التوحيد
Genres
صفات الشيطان الأخرس بتركه إنكار المنكر ومن صفات الشيطان الناطق لِطَعْنه على المنكِر للمنكَر، وما أكثر هؤلاء!، فالله المستعان.
قال شميط بن عجلان ﵀: (مَن رضي بالفسق فهو من أهله) (١).
وقال الأوزاعي ﵀: (إذا رأيت العالِم كثير الأصدقاء فاعلم أنه مُخَلِّط لأنه لوْ نطق بالحق لأبغضوه!) انتهى (٢)؛ وهو وَصْف المداهن، وَيوضحه ما جاء عن سفيان الثوري ﵀ أنه قال: (كثرة الإخوان من سَخَافَة الدِّين!) (٣)، وقال: (كَثْرةُ الأخلاَّء مِن رِقِّةِ الدِّين!) (٤).
ولا ريب أن لِمُدَاهنة الفساق والعصاة آثار سوء، وكُتُبُ أهلِ السُّنة حافلة ببيان هذا والتحذير منه.
وقد قال رسول الله ﷺ: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ
(١) «الزهد» للإمام أحمد، ص (٢٢٩)؛ وانظر: «صفة الصفوة» لابن الجوزي (٣/ ٣٤١).
(٢) «فيض القدير» للمناوي، (٤/ ٢٧٤).
(٣) «التواضع والخمول» لابن أبي الدنيا ص (٦٩) ورقم (٤٢)، و«الورع» للإمام أحمد ص (١٩٣)؛ وانظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم الرازي (١/ ٩٤).
(٤) «الطبقات الكبرى» للشعراني، (١/ ٤٦).
1 / 31