Educational Milestones for Aspiring High Religious Authorities
معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية
Genres
يا طالب العلم.. إنها والله أيام معدودة، وشهور معدودة، وسنوات معدودة، يفارق بعضنا بعضًا، فطوبى لطالب علم آخى إخوانه، نقي السريرة لله ﷿، ما نظر الله إليه يومًا من الأيام وقد أسكن في قلبه غلًا على أخيه، لا يتهم أحدًا، ولا يسيء الظن بأحد، يستجيب لله ﷿ ولوصية النبي ﷺ.
قال ﵊: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث) (١) [٤٤]) .
ثالثها: أن تعامل إخوانك برفق؛ لأن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، فما ازدان طالب العلم بشيء مثل الرفق، خاصة مع إخوانه، ويكون هذا الرفق نابع من المحبة والتقدير والإجلال.
رابعها: إذا لقيت أخاك، هُشّ له وبشّ، فهذه الابتسامة التي تستهين بها قد يثقل الله بها ميزانك، ويعظم الله بها أجرك، فإن البسمة الواحدة للعبد بها صدقة، قال ﷺ: (لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (٢) [٤٥]) .
فلا يليق بطالب العلم أن يمرّ على إخوانه ولا يهشّ في وجوههم، ولا يسلم السلام الذي هو من دلائل الإيمان، ومن موجبات المحبة ودخول الجنان، كيف يقف طالب العلم غدًا أمام الناس يقول لهم: أفشوا السلام، وهو لا يُفشيه، ولذلك أول ما قدم النبي ﷺ على المدينة، والأوس والخزرج بينهم العداوة، أول ما قال: (أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) (٣) [٤٦]) .
فإن أحببت أن تدخل الجنة بسلام، فأفش السلام، وهشّ لأخيك وبشّ.
_________
(١) ٤٤]) متفق عليه من حديث أبي هريرة ﵁.
(٢) ٤٥]) رواه الإمام مسلم ﵀ من حديث أبي ذر ﵁.
(٣) ٤٦]) رواه الإمام الترمذي ﵀ من حديث عبد الله بن سلام ﵁، وصححه.
1 / 54