181

Éclaircissement de la vérité dans la biographie de Aïcha al-Siddiqah

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

Maison d'édition

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

Lieu d'édition

الظهران

Genres

آيات القرآن من تزكيتهم والثناء عليهم، قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإحْسَانٍ ﵃ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ (١)، قال سفيان بن عيينة ﵀ وغيره من السلف:"إن الله عاتب الخلق جميعهم في نبيه إلا أبا بكر، وقال: من أنكر صحبة أبي بكر فهو كافر، لأنه كذَّب القرآن" (٢).
ثانيًا: لأن سبهم يستلزم نسبة الجهل إلى الله تعالى، أو العبث في تلك النصوص الكثيرة التي تقرر الثناء على الصحابة، قال شيخ الإسلام بن تيمية: "ومن زعم أنَّ الصحابة ارتدوا بعد رسول الله ﵊ إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أو إنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضًا في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشكك في كفر مثل هذا؟ فإنَّ كفره متعين، فإنَّ مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (٣)، وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفارًا، أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام" (٤).
ثالثًا: لأن سب الصحابة فيه تنقصًّا وأذى للرسول؛ والوقوع فيما نهى عنه،

(١) سورة التوبة، الآية:١٠٠.
(٢) منهاج السنة النبوية ٨/ ٣٨١ ...
(٣) سورة آل عمران، الآية:١١٠.
(٤) الصارم المسلول على شاتم الرسول ص (٥٨٦،٥٨٧) ...

1 / 208