Histoire des États persans en Irak
تاريخ الدول الفارسية في العراق
Genres
ولما تم الأمر لبهاء الدولة استخلف على «بغداد» أبا ناصر خواشاذه، وسار هو منها إلى «جرجان» سنة 380ه وملكها، وجرت بينه وبين صمصام الدولة الذي فر من السجن بعد وفاة شرف الدولة حروب عديدة، ثم اصطلحا وعاد بهاء الدولة إلى «بغداد».
وفي أثناء غياب بهاء الدولة حدثت ببغداد فتن عديدة، تارة بين الديلم والأتراك، وأخرى بين السنة والشيعة، فلما عاد أصلح ما أفسدته تلك الفتن، وبينما هو يصلح ما فسد إذ شغب الجند عليه لتأخير مرتباتهم، فاحتاج إلى المال فأغراه أبو الحسن بن المعلم - وكان مقربا عنده - بالقبض على الخليفة الطائع وأطمعه في أمواله، وصادف أن الخليفة كان قد حبس رجلا من خواص بهاء الدولة، فاغتاظ منه وأضمر له السوء وأرسل إليه في الحضور عنده، فجلس الخليفة حسب العادة على سريره متقلدا سيفه، فجاء بهاء الدولة ومعه جماعة من حاشيته، فقبل الأرض بين يدي الخليفة وجلس على كرسيه، وكان قد أوصى بعض رجاله بالقبض على الخليفة، وبينما هم جلوس تقدم رجاله إلى الخليفة وجذبوه من سريره ولفوه في كساء وصعدوا به إلى دار السلطنة وهو يستغيث ويقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون.» فحبسوه وأخذ بهاء الدولة كل ما كان في قصره وأنفقه على الجند، فاضطربت «بغداد» لهذه الحادثة، وكان الشريف الرضي ببغداد، فقال في ذلك أبياتا منها:
من بعد ما كان رب الملك مبتسما
إلي أدنوه في النجوى ويدنيني
أمسيت أرحم من قد كنت أغبطه
لقد تقارب بين العز والهون
ومنظر كان بالسراء يضحكني
يا قرب ما عاد بالضراء يبكيني
هيهات أغتر بالسلطان ثانية
قد ضل ولاج أبواب السلاطين
Page inconnue