Dustur des savants
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Maison d'édition
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Numéro d'édition
الأولى، 1421هـ - 2000م
Genres
مستقلا بالمفهومية مقررا ثابتا في نفسه ومعاني الأفعال والصفات المشتقة منها لكونها متجددة غير متقررة بواسطة دخول الزمان في مفهوماتها كما في الأفعال أو عروضه لها كما في الصفات المشتقة منها على ما هو المشهور وإن كانت مستقلة بالمفهومية ومعاني الحروف غير مستقلة بالمفهومية كما لا يخفى فلا تصلح معانيها للموصوفية وإنما قلنا على ما هو المشهور لأن الحق أن الزمان داخل في مفهوم الصفات المشتقة من الأفعال فمعانيها مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة لكن لا في الفهم عن تلك الصفات كما حققنا في جامع الغموض. والمحقق التفتازاني رحمه الله قال التشبيه يقتضي كون المشبه موصوفا بوجه الشبه أو بكونه مشاركا للمشبه به في وجه الشبه. قال شيخ الإسلام قوله أو بكونه مشاركا إلى آخره الظاهر أنه تخيير في العبارة باعتبار المراد والمودي وتنبيه على أن المقصود من كونه مشاركا كونه موصوفا انتهى مثل نطقت الحال والحال ناطقة فإنه يقدر تشبيه دلالة الحال بنطق الناطق في إيضاح المعاني وإيصاله إلى الذهن ثم يدخل الدلالة في جنس النطق بالتأويل المذكور فيستعار لها لفظ النطق ثم يشتق منه الفعل والصفة فتكون الاستعارة في المصدر أصلية وفي الفعل والصفة تبعية فالتشبيه الذي هو مدار الاستعارة أولا وبالأصالة يكون في معنى المصدر وفي الأفعال وما يشتق منها يكون ثانيا وبالتبعية كما عرفت في المثالين المذكورين وكذا التشبيه يكون أولا وبالأصالة في متعلقات الحروف ثم فيها ثانيا وبالتبعية كالظرفية في زيد في النعمة فإن المعنى الحقيقي لكلمة في كما أنه غير مستقل بالمفهومية وإذا أريد أن يفسر عبر عنه بالظرفية كذلك معناها المجازي غير مستقل بالمفهومية وإذا أريد أن يفسر عبر عنه بالإحاطة مثلا فلا يتصور تشبيه أحد هذين المعنيين إلا تبعا وذلك بأن يقدر تشبيه إحاطة النعمة يزيد بالظرفية فيدخل المشبه في جنس المشبه به حتى كأنه صار الظرفية مستعارا للإحاطة ثم يشبه تلك الإحاطة المخصوصة بتلك الظرفية المخصوصة التي هي معنى في تبعا فيستعار لها كلمة في وقس عليه سائر الحروف وإذا عرفت حال التشبيه بأنه في أي شيء بالأصالة وفي أي أمر بالتبعية حصل لك حال الاستعارة بحسب الأصالة والتبعية بالقياس على حال التشبيه. هذا خلاصة ما ذكر علماء البيان رحمهم الله في تبيان هذا المرام ينفعك لدى الفهم والإفهام وعليك أن لا تنسى بدعاء الخير لهذا المستهام.
الاستغراق: استيفاء شيء بتمام أجزائه أو إفراده والتوجه في شيء بحيث يكون ما وراءه لا شيئا عنده واستغراق اللفظ أن يراد به كل فرد مما يتناوله بحسب اللغة أو الشرع أو العرف الخاص وهو الاستغراق الحقيقي أو أن يراد به كل فرد مما يتناوله بحسب متفاهم العرف وهو الاستغراق العرفي. مثال الأول عالم الغيب والشهادة أي عالم كل غيب وشهادة ومثال الثاني جمع الأمير الصاغة أي جمع كل صاغة بلده أو مملكته لا صاغة الدنيا.
Page 76