Dustur des savants
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Maison d'édition
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Numéro d'édition
الأولى، 1421هـ - 2000م
Genres
من استعداد العلقة لها وهو من استعداد المضغة لها واستعداد الجنين للكتابة أضعف من استعداد الطفل لها.
واعلم أن الممكن قد يكون له إمكانان وقد لا يكون فإن بعض الممكنات مما لا يتأبى مجرد ذاته أن تفيض من وجود المبدأ الأعلى بلا شرط خارج عن ذاته وعلى ما هو مقوم ذاته فلا محال يفيض عن المبدأ الجواد بلا تراخ ومهلة ولا سبق عدم زماني واستعداد جسماني لصلوح ذاته وتهيؤ طباعه للحصول والكون. وهذا الممكن لا يكون له إلا نحو واحد من الكون ولا محالة نوعه يكون منحصرا في شخصه إذ الحصولات المختلفة والتخصصات المتعددة لمعنى واحد إنما تلحق لأجل أسباب خارجة عن مرتبة ذاته وقوام حقيقته فإن مقتضى الذات مقتضى لازم الذات داخلا كان أو خارجا لا يختلف ولا يتخلف فلا محال لتعدد التشخصات وتكثر الحصولات. وبعضها مما لايكفي ذاته ومقوماته الذاتية في قبول الوجود من دون الاستعانة بأسباب اتفاقية وشروط غير ذاتية فليس له في ذاته إلا قوة التحصيل من غير أن يصلح لقبوله صلوحا تاما بعد انضياف تلك الشروط والمعدات إلى ما يقبل قوة وجوده وهو المسمى بالمادة ليتهيأ لقبول الوجود ويصير قريب المناسبة إلى فاعله بعد ما كان بعيد المناسبة منه فلا محالة ينضم إلى إمكانه الذاتي إمكان آخر متفاوت الوقوع له ومادة حاملة ذات تغير في زمان هو كمية تغيرها وانتقالها من حالة إلى حالة حتى انتهت إلى مواصلة ما بين القوة القابلة والقوة الفاعلة ليتحصل من اجتماعها ويتولد من ازدواجهما شيء من المواليد الوجودية. ولما تحقق وتبين أن الممكنات مستندة في وجودها إلى سبب واجب الوجود والفيوضة لكونه بالفعل من جميع جهات الوجود والإيجاد. وكل ما كان كذلك استحال أن يخص بإيجاده وفيضه بعض القوابل والمستعدات دون بعض بل يجب أن يكون عام الفيض فلا بد أن يكون اختلاف الفيض لأجل اختلاف الإمكان واستعدادات المواد.
ثم إن للممكنات طرا إمكانا في أنفسها وماهياتها فإن كان ذلك كافيا في فيضان الوجود عن الواجب بالذات عليها وجب أن تكون موجودة بلا مهلة لأن الفيض عام والجود تام وأن لا يتخصص وجود شيء منها بحين دون حين والوجود بخلاف ذلك لمكان حوادث الزمانية وإن لم يكن ذلك الإمكان الأصلي كافيا بل لا بد من حصول شروط أخر حتى يستعد لقبول الوجود عن الواجب بالذات فلمثل هذا الشيء إمكانان. فقد ثبت أن لبعض الممكنات إمكانين أحدهما هو وصف عام ومعنى واحد عقلي مشترك لجميع الممكنات ونفس ماهياتها حاملة له والثاني ما يطرأ لبعض الماهيات لقصور إمكانه الأصلي في الصلاحية لقبول إفاضة الوجود فلا محالة يلحق به إمكان عيني آخر قائم بمحل سابق على وجوده سبقا زمنيا به يستعد لأن يخرج من القوة إلى الفعل وهو الذي يسمى بالإمكان الاستعدادي هذا ما قال الحكيم صدرا في (الأسفار)
Page 130