فإن آثار هذا التضخم قد انعكست على البيئة الخارجية، بحيث أضحى ما يطلق عليه تدمير بيئة الكرة الأرضية
La destruction de l’environnement de la terre
قد اقترب من نهايته. أما آثار هذا التضخم على الإنسان فهي عديدة، أهمها البطالة والفقر وسيطرة التكنولوجيا وإحلالها محل الإنسان، وما يحدث مسبقا في أطراف المركز الهامشية، يحدث الآن في مركز النظام نفسه. هذا بالإضافة إلى الانعكاسات النفسية الخطيرة، والتي أبرزها الفصام.
إزاء هذا الوضع المرتبك من فقدان الثقة في المشروع الحداثي الذي بدأت مقولاته في الانهيار واحدة تلو الأخرى، بدأ الوعي الغربي يطرح تساؤلات تحمل بداخلها إيذانا بنهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى. يلخص دولوز هذه التساؤلات كالآتي: «ما الوظائف الجديدة التي صارت تناط بالمثقف، والذي أضحى مثقفا نوعيا بعد أن كان ينظر إليه على أنه مثقف شمولي؟ ما الأنماط الجديدة لتولد الذات والتي أمست أنماطا لا هوية لها بعدما كان ينظر إليها على أنها متطابقة ومتماسكة ذات هوية محددة؟ ما هي رؤيتنا وما هي لغتنا، وما هي حقيقتنا أو هويتنا اليوم؟ وما دمنا نشارك ونساهم في إنتاج ذات جديدة، فأية سلطة يلزم مواجهتها، وما هي قدراتنا على المواجهة؟ ألا تجد تقلبات الرأسمالية نفسها وجها لوجه، وبكيفية غير متوقعة، مع انبثاق بطيء لذات جديدة كبؤرة مقاومة؟ في كل مرة يحدث فيها تحول اجتماعي ما، ألا تكون ثمة حركة انقلاب وتحول ذاتي، بإبهاماته والتباساته، بل وبإمكاناته أيضا؟ هذه هي الأسئلة التي يطرحها جيلنا.»
19 •••
في عام 1971م كتب إريك هينش
E. Henche
مقالا حملته مجلة «الفن في أمريكا»
Art in America
عنوانه «تحطيم كل القواعد»
Page inconnue