ثقة، سيّال القريحة بالشعر، حسن العبارة، لطيف الإشارة، مستجمعا لعلوم الأدب، ماهرا فى معرفة علوم الأوائل، مشاركا فى غير ذلك، وانفرد بعلم الحساب والفرائض فى وقته شرقا وغربا (١)
... ولقد كان ابن القاضى بعد تحمله للعلم وإعمال فكره فيه، وتمثله لمسائله حريصا على أدائه ونشره، ومن هنا كانت عنايته بالتربية والتدريس ومثابرته على التأليف والتصنيف.
ولقد أثمرت مدرسته فتخرج على يديه الكثيرون ممن ترسم هديه، واقتفى أثره، وقاربه أوفاقه فى تحصيل العلم، وخلود الأثر.
فلا غرو أن مثّل ابن القاضى-بالمدرسة الفكرية التى تأثر بها، ثم بتلامذته الذين صنعهم على عينه، ودفعهم للعلم والعمل بتوجيهه- لا غرو أن مثل ابن القاضى بأولئك وهؤلاء حلقة ضخمة فى سلسلة الحركة العلمية أينعت بها حقول المعرفة، فاستنارت البصائر، وتطور المجتمع، وازدهرت الحياة.
وسنستدل على ما نقول بحديث خاطف عن بعض تلاميذه ومكانتهم وإنتاجهم بعد أن تحدثنا عن بعض شيوخه فيما سبق، ثم نتبع ذلك: الحديث عن مؤلفاته.
_________
(١) فى اليواقيت الثمينة، فى أعيان مذهب عالم المدينة: ٢٤.
المقدمة / 19