83

La Perle du plongeur dans les illusions des particuliers

درة الغواص في أوهام الخواص

Chercheur

عرفات مطرجي

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lieu d'édition

بيروت

[٦٤] وَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْته من أمس وَالصَّوَاب أَن يُقَال: مُنْذُ أمس، لِأَن من تخْتَص بِالْمَكَانِ ومذ ومنذ يختصان بِالزَّمَانِ، وَأما قَوْله ﷿: ﴿إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة﴾ فَإِن من هَاهُنَا بِمَعْنى فِي الدَّالَّة على الظَّرْفِيَّة، بِدَلِيل أَن النداء للصَّلَاة الْمشَار إِلَيْهَا يُوقع فِي وسط يَوْم الْجُمُعَة، وَلَو كَانَت من هَا هُنَا هِيَ الَّتِي تخْتَص بابتداء الْغَايَة لَكَانَ مُقْتَضى الْكَلَام أَن يُوقع النداء فِي أول يَوْم الْجُمُعَة وَأما قَوْله تَعَالَى: ﴿لمَسْجِد أسس على التَّقْوَى من أول يَوْم﴾ فَهُوَ على إِضْمَار مصدر حذف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ، وَتَقْدِيره: من تأسيس أول يَوْم، وَأما قَوْلهم: مَا رَأَيْته مذ خلق ومذ كَانَ، فَفِي الْكَلَام حذف، تَقْدِيره مذ يَوْم خلق ومذ يَوْم كَانَ. وعَلى هَذَا قَول زُهَيْر: (لمن الديار بقنة الْحجر ... أقوين من حجج وَمن دهر) فَقَالَ: من حجج وَمن دهر. وَقيل أَن من فِي هَذَا الْبَيْت زَائِدَة على مَا يرَاهُ الْأَخْفَش من زيادتها فِي الْكَلَام الْوَاجِب، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أقوين حجَجًا ودهرا. [٦٥] وَيَقُولُونَ: تَتَابَعَت النوائب على فلَان، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال: تتايعت، بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَة بِاثْنَتَيْنِ من تَحت لِأَن التَّتَابُع يكون فِي الصّلاح وَالْخَيْر، والتتايع يخْتَص

1 / 91