61

La Perle du plongeur dans les illusions des particuliers

درة الغواص في أوهام الخواص

Chercheur

عرفات مطرجي

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lieu d'édition

بيروت

(فِي لَيْلَة من جُمَادَى ذَات أندية ... لَا يبصر الْكَلْب من ظلمائها الطنبا) فقد حمله بَعضهم على الشذوذ وَبَعْضهمْ على وَجه ضَرُورَة الشّعْر. وَقَالَ آخَرُونَ: بل هُوَ جمع الْجمع فَكَأَنَّهُ جمع ندى على نِدَاء مثل جمل وجمال ثمَّ جمع نِدَاء على أندية، مثل رشاء وأرشية. وَجوز أَبُو عَليّ الْفَارِسِي أَن يكون جمع ندى على أند كَمَا يجمع فعل على أفعل، نَحْو زمن وأزمن ثمَّ ألحقهُ عَلامَة التَّأْنِيث الَّتِي تلْحق الْجمع فِي مثل قَوْلك: ذكورة وجمالة، فَصَارَ حِينَئِذٍ أندية. وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد يرى أَنه جمع نديّ وَهُوَ الْمجْلس، لَا جمع ندى، وَاحْتج فِي ذَلِك بِأَن من عَادَة الْعَرَب عِنْد اخْتِلَاف الأنواء وإمحال السّنة الشَّهْبَاء أَن يبرز أماثل كل قَبيلَة إِلَى ناديهم، فيواسوا بفضلات الزَّاد، ويصرفوا مَا يقمر فِي الميسر إِلَى محاويج الحيّ، وَهَذَا هُوَ نفع الميسر المقرون بنفع الْخمر فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وإثمهما أكبر من نفعهما﴾ [٤٩] وَيَقُولُونَ فِي جمع أُوقِيَّة: أَوَاقٍ على وزن أَفعَال، فيغلطون فِيهِ لِأَن ذَلِك

1 / 69