33

La Perle du plongeur dans les illusions des particuliers

درة الغواص في أوهام الخواص

Chercheur

عرفات مطرجي

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lieu d'édition

بيروت

فريسة غَيره، وَلَا يَأْكُل إِلَّا مَا يفترسه بِنَفسِهِ.
وَنَظِير هَذَا التحريف تحريفهم قَول الشَّاعِر:
(حسدوا الْفَتى إِذْ لم ينالوا سَعْيه ... فالقوم أَعدَاء لَهُ وخصوم)
(كضرائر الْحَسْنَاء قُلْنَ لوجهها ... حسدا وبغيا إِنَّه لدميم)
فينشدونه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة لتوهمهم أَن اشتقاقه من الذَّم، وَهُوَ بِالدَّال المبهمة لاشتقاقه من الدمامة، وَهِي الْقبْح.
وَإِلَى هَذَا نحا الشَّاعِر إِذْ بقباحة الْوَجْه يتعايب الضرائر.
ونقيض هَذَا التَّصْحِيف أَنهم يلفظون بِالدَّال المغفلة فِي الزمرد والجرذ والنواجذ، والجرذ، وَهُوَ دَاء يعْتَرض فِي قَوَائِم الدَّابَّة، وَهَذِه الْكَلِمَات الْأَرْبَع هن بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة لَا المبهمة.
وَقد ألحق بهَا أَبُو مُحَمَّد بن قُتَيْبَة اسْم سذوم الْمَضْرُوب بِهِ الْمثل فِي جور الحكم.
وَمن الْكِنَايَات المستحسنة، والمعاريض المستملحة مَا حُكيَ أَن عجوزًا وقفت على قيس بن سعد فَقَالَت: أَشْكُو إِلَيْك قلَّة الجرذان، فَقَالَ: مَا أحسن هَذِه الْكِنَايَة وَالله لأكثرنّ جرذان بَيْتك، وَأمر لَهَا بأحمال من تمر ودقيق واقط، وزبيب.
وَقد نطقت الْعَرَب فِي عدَّة أَلْفَاظ بِالدَّال والذال، فَقَالُوا لمدينة السَّلَام: بغذاذ وبغداد، وللرجل المجرب: منجد ومنجذ وللدواهي: القناذع والقنادع، وللضئيل الحقير الشَّخْص: مذل ومدل، وللعنكبوت: الخذرنق والخدرنق، وللقنفذ: ابْن انقذ وَابْن انقد،

1 / 41