30

La Perle du plongeur dans les illusions des particuliers

درة الغواص في أوهام الخواص

Chercheur

عرفات مطرجي

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lieu d'édition

بيروت

وَمن تَأَول لَهُ فِيهِ جعل أسود هَاهُنَا من قبيل الْوَصْف الْمَحْض الَّذِي تأنيثه سَوْدَاء، وَأخرجه عَن حيّز أفعل الَّذِي للتفضيل وَالتَّرْجِيح بَين الْأَشْيَاء، وَيكون على هَذَا التَّأْوِيل قد تمّ الْكَلَام وكملت الْحجَّة فِي قَوْله: لأَنْت أسود فِي عَيْني وَتَكون من الَّتِي فِي قَوْله: من الظُّلم لتبيين جنس السوَاد لَا أَنَّهَا صلَة أسود، وَمعنى قَوْله: بَيَاضًا لَا بَيَاض لَهُ، أَي مَا لَهُ نور وَلَا عَلَيْهِ طلاوة.
وَذكر شَيخنَا أَبُو الْقَاسِم الْفضل بن مُحَمَّد النَّحْوِيّ ﵀، أَنَّك إِذا قلت: مَا أسود زيدا، وَمَا أسمر عمرا وَمَا أصفر هَذَا الطَّائِر، وَمَا أَبيض هَذِه الْحَمَامَة، وَمَا أَحْمَر هَذَا الْفرس فَسدتْ كل مَسْأَلَة مِنْهَا من وَجه، وَصحت من وَجه، فتفسد جَمِيعهَا إِذا أردْت بهَا التَّعَجُّب من الألوان، وَتَصِح كلهَا إِذا أردْت بهَا التَّعَجُّب من سؤدد زيد وَمن سمر عَمْرو، وَمن صفير الطَّائِر، وَمن كَثْرَة بيض الْحَمَامَة، وَمن حمر الْفرس، وَهُوَ أَن ينتن فوه من البشم.
[٢٥] وَيَقُولُونَ: امْتَلَأت بَطْنه، فيؤنثون الْبَطن، وَهُوَ مُذَكّر فِي كَلَام الْعَرَب، بِدَلِيل قَول الشَّاعِر:
(فَإنَّك إِن أَعْطَيْت بَطْنك سؤله ... وفرجك، نالا مُنْتَهى الذَّم أجمعا)
وَأما قَول الشَّاعِر:
(فَإِن كلابا هَذِه عشر أبطن ... وَأَنت بري من قبائلها الْعشْر)
فَإِنَّهُ عني بالبطن الْقَبِيلَة فأنثه على معنى تأنيثها، كَمَا ورد فِي الْقُرْآن: ﴿من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا﴾، فأنث الْمثل وَهُوَ مُذَكّر لما كَانَ بِمَعْنى الْحَسَنَة.
وَنَظِير

1 / 38