256

La Perle du plongeur dans les illusions des particuliers

درة الغواص في أوهام الخواص

Enquêteur

عرفات مطرجي

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lieu d'édition

بيروت

(وَكَأن أصوات كلاب تحترش ... هَاجَتْ بولوال ولجت فِي حرش)
ومثيله فِي الْوَهم تسميتهم الْمَكَان الَّذِي يَدُور فِيهِ الرقص والغناء والتمثيل: مسرحا، وَالصَّوَاب أَن يُقَال لَهُ: المرسح، وَالْجمع مراسح، لِأَن المسرح هُوَ الْمَكَان الَّذِي تقصده السارحة، أَي الْمَاشِيَة، بِالْغَدَاةِ للرعي وَمِنْه مَا جَاءَ فِي رِسَالَة سيدنَا رَسُول الله ﷺ إِلَى أكيدر دومة الجندل: لَا تعدل سارحتكم وَلَا تعد فاردتكم.
أَي لَا تصرف ماشيتكم عَن مرعى.
أما المرسح، فَهُوَ الْمَكَان المستوي، وَلذَا سمي المرسح مرسحا، وَهُوَ مَأْخُوذ من الرسح، أَي خفَّة لحم الإليتين ولصوقهما، والرسحاء من النِّسَاء، هِيَ الزلاء الضامرة العجيزة بِحَيْثُ تصير مستوية مَعَ استقامة الظّهْر.
وَفِي الحَدِيث: لَا تسترضعوا أَوْلَادكُم الرسح وَلَا العمش فَإِن اللَّبن يُورث الرسح.
بَاب الْخَاء
[٩] خَ ط ب:
وَمن أوهامهم أَنهم لَا يفرقون بَين الْخطْبَة (بِضَم الْخَاء) وَالْخطْبَة (بخفضها)، فَالْأولى من قَوْلك: خطب الرجل على الْمِنْبَر يخْطب خطْبَة، وَالْجمع خطب، وَهُوَ اسْم كَلَام الخطباء.
وَالثَّانيَِة من قَوْلك: خطب الرجل الْمَرْأَة إِلَى ذويها، يخطبها خطْبَة وخطيبى، أَي رغب فِي الاقتران بهَا، وَالْجمع خطاب.
وَمِنْه قَول عدي بن زيد يذكر خطْبَة الزباء بجذيمة الأبرش الَّتِي أَجَابَتْهُ ثمَّ خاست بالعهد فَقتلته.
(لخطيبى الَّتِي غدرت وخانت ... وَهن ذوأت غائلة لحينا)
وَمن أوهامهم فِي هَذَا الْبَاب أَنهم يطلقون على الْوَاحِدَة من عِظَام عَمُود الظّهْر،

1 / 265