137

La Perle du plongeur dans les illusions des particuliers

درة الغواص في أوهام الخواص

Chercheur

عرفات مطرجي

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lieu d'édition

بيروت

(كَفاك: كف مَا تلِيق درهما ... جودا وَأُخْرَى تُعْطِي بِالسَّيْفِ الدما)
[١١١] وَيَقُولُونَ: ابتعت عبدا وَجَارِيَة أُخْرَى، فيوهمون فِيهِ لِأَن الْعَرَب لم تضف بلفظتي آخر وَأُخْرَى إِلَّا مَا يجانس الْمَذْكُور قبله، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿أَفَرَأَيْتُم اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى﴾، وكما قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه وَمن كَانَ مَرِيضا أَو على سفر فَعدَّة من أَيَّام أخر﴾، فوصف جلّ اسْمه مَنَاة بِالْأُخْرَى لما جانست الْعُزَّى وَاللات، وَوصف الْأَيَّام بالاخر لكَونهَا من جنس الشَّهْر، وَالْأمة لَيست من جنس العَبْد لكَونهَا مُؤَنّثَة، وَهُوَ مُذَكّر، فَلم يجز لذَلِك أَن يَتَّصِف بِلَفْظَة أُخْرَى، كَمَا لَا يُقَال: جَاءَت هِنْد وَرجل آخر، وَالْأَصْل فِي ذَلِك أَن آخر من قبيل افْعَل الَّذِي تصحبه من، ويجانس الْمَذْكُور بعده، يدل على ذَلِك أَنَّك إِذا قلت: قَالَ الفند الزماني، وَقَالَ آخر، كَانَ تَقْدِير الْكَلَام: وَقَالَ آخر من الشُّعَرَاء، وَإِنَّمَا حذفت لَفْظَة من لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهَا وَكَثْرَة اسْتِعْمَال آخر فِي النُّطْق، وَأما قَول الشَّاعِر:
(صلى على عزة الرَّحْمَن وابنتها ... ليلى وَصلى على جاراتها الْأُخَر)

1 / 145