قالوا: وكانت الآطام عز أهل المدينة ومنعتهم التي يتحصنون فيها من عدوهم، وكان منها ما يعرف اسمه، ومنها ما لا يُعْرَفُ اسمُهُ، ومنها ما يُعْرَفُ باسمِ سيدِهِ، ومنها ما لا يُدْرَى لِمَنْ كان، ومنها مَا ذكر في الشعر، ومنها ما لم يُذْكَر، وكان ما بُنِيَ هناكَ من الآطام من [٣/ب] العرب بالمدينة ثلاثة عشر أطمًا// (^١).
ذكر نزول الأوس (^٢) والخزرج (^٣) المدينة:
١٤ - قالوا://فلم تَزل اليهودُ الغالبة بها، الظاهرة عليها، حتى كان من سَيْل العَرِم (^٤) ما كان، وما قَصَّ اللهُ في كتابِهِ، وذلك أَنَّ أهلَ (^٥) مَأْرِبَ، وهي أَرْضُ
_________
(^١) تخريج الأثر رقم (١٣): أخبار المدينة لابن زبالة، ص ١٦٩ وأخرجه الفيروزآبادي في المغانم المطابة ١/ ٢٠٣ - ٢٠٤. وانظر وفاء الوفا للسمهودي ١/ ١٦٢
(^٢) الأوس: شعب عظيم من القحطانية، وهم أحد فرعي الأنصار، والفرع الثاني الخزرج، وكان اسم الخزرج غالبًا على الفرعين، فلما جاء الإسلام ناصر بنو الأوس والخزرج رسول الله ﷺ، فسموا الأنصار.
والأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
جاء الأوس مع قومهم الأزد من اليمن بعد تهدم سد مأرب، فلما تفرقت بطون الأزد، نزلت الأوس والخزرج المدينة، وجاوروا يهود فيها، ثم دارت بين القبيلتين معارك وحروب لم تنطفئ إلا بدخولهم الإسلام. جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٣٣١. وبتصرف من معجم قبائل الحجاز، ص ٢٧.
(^٣) الخزرج: وهم بنو الخزرج بن ثعلبة بن البهلول بن عمرو مزيقياء، من الأزد، كانوا يسكنون المدينة المنورة مع الأوس. جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٣٣٢.ومعجم قبائل الحجاز، ص ١٤٠ - ١٤١.
(^٤) في نسختي (ج) و(د) زيادة كلمة (أَمْرِ) قبل (سيل).
(^٥) في (ج) و(د): (أرض) بدل (أهل).
ومَأْرِبْ: بهمزة ساكنة، وكسر الراء والباء الموحدة: اسم المكان من الأَرَبْ، وهي الحاجة، وهي بلاد الأزد باليمن
1 / 80