بني النضير (^١) أن اثبتوا وتمنعوا (^٢) فإنا لن نسلمكم؛ إنْ قُوتِلْتُم قاتلنا معكم، وإنْ أُخْرِجْتُم (^٣) خرجنا معكم، فتربصوا ذلك منهم فلم يفعلوا، وَقَذَفَ الله تعالى في قُلوبِهِمُ الرعب، فسألوا رسول الله ﷺ أن يُجْلِيَهُمْ، ويكفَّ عن دمائِهم، على أَنَّ لهم ما حملتِ الإبل من أموالهم إلا السلاح؛ ففعل، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجلُ منهم يهدمُ بيتَهُ ويأخُذُ بابَهُ فيضعه على البعير وينطلق به، واستقلوا بالنساء والأبناء والأموال معهم، والدفوف والمزامير والقيان تعزفن خلفهم، وخرجوا إلى خيبر، ومنهم [٢٢/أ] من سار إلى الشام، وخلوا الأموال لرسول الله ﷺ، فقسمها على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أَنَّ سهلَ بنَ حنيف (^٤) وأبا دجانة سماك بن خرشة (^٥) ذكرا (^٦) فقرًا، فأعطاهما رسول الله ﷺ.