208

إليهم، فلما رأت قريش أبا طالب أرادت أن تفترق فقال: ورب البنية ما يقوم منكم أحد إلا جللته بالسيف، ثم أتى إلى صفاة كانت بالأبطح فضربها ثلاث ضربات فقطع منها ثلاثة أفهار، ثم قال: يا محمد سألت من أنت، ثم أنشأ يقول:

أنت الأمين محمد

قرم (1) أغر مسود

لمسودين أطايب

كرموا فطاب المولد

شهم قماقمة (2) ليوث

غيوث حجل (3) ترعد

نعم الارومة ساقها

عمرو الخضم الأوحد

هشم الربيكة (4) في الجفان

وعيش بكة أنكد

فجرت هنالك سنة

فيها الخبيزة تثرد

ولنا السقاية في الحجيج

يماث (5) فيه العنجد (6)

والمازمان وما حوى

عرفاتها والمشهد

وجميع من حج الحطيم

لهدينا يتلبد (7)

تبعا لنا في إرثنا

وسراطنا يا أحمد

نعم المورث فخرنا

نعم الجليل الأعيد

فلنا السناء بفضله

ومشاهد لا تجحد

أنى تضام ولم أمت

وأنا الشجاع العربد (8)

وبنو أبيك كأنهم

اسد العرين توقد

وبطاح مكة لا يرى

فيها نجيع (9) أسود

Page 213