Le perle sélectionnée pour compléter l'histoire d'Alep
الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب
Genres
اشتغل وأخذ من الكتابة والنحو ما به اتصف واتصل ثم أقام بطرابلس نائيا عن الأهل والأوطان وباشر بها التوقيع والنظر في مال السلطان ثم رجع إلى حلب ناظرا في أمر المال المشار إليه واستقر بعده في ديوان إنشائها إلى أن غيم غمام الحمام عليه رافقته في الاشتغال في حلب وفي ديوان الإنشاء بطرابلس ولقيته بالقاهرة توفي بحلب سنة أربع وسبعين وسبعمائة وفي هذه السنة وقع بالشام وبلاده طاعون قرأت في تاريخ شيخنا المشار إليه قال سنة أربع وسبعين وسبعمائة فيها رجع الوباء إلى الشام وبلاده وأجال في ميدان حلب سوابق جياده ونصب على أرضها شراكه واصطاد عرب محلها ولم يترك أتراكه وصال صولة الليث وأكثر من العبث والعيث وعوض عن الحلاوة بالمرارة وأهلك الناس بالكبة والخيارة وأثبت الأحزان ونفى السرور وزادت مدة مقامه على ستة شهور وعظم الخطب وعض على غصن رطب وفني كثير من الشبان والنساء والأطفال وظفر الفقير من مائدة الوارثين بجزء من الأنفال وخلت المعاهد والمعالم وجرت على فقد السليم عيون السوالم وانتقل إلى أبيات الأموات قوم بعد قوم حتى بلغ عدة الموتى أكثر من مائتي نفس في اليوم وتوفي جماعة من العلماء والأعيان تغمدهم الله بالرحمة والرضوان وقلت في ذلك قلت لقوم عتبوا على الوبا حيث غزا فيهم بقلب قاسي لا يحسن العتب على ذي جنة يلعي بالكبة بين الناس
Page 227