Le perle sélectionnée pour compléter l'histoire d'Alep
الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب
Genres
الحجارة الحوارة من ذلك الخندق فعمق واتسع وقويت به المدينة غاية القوة وأما قلعة الشريف فلم تكن قلعة بل كان السور محيطا بالمدينة وهي مبنية على الجبل الملاصق للمدينة وسورها دائر مع سور المدينة على ما هي الآن وكان الشريف أبو علي الحسن بن هبة الله الحسيني مقدم الأحداث بحلب وهو رئيس المدينة فتمكن وقويت يده وسلم المدينة إلى أبي المكارم مسلم بن قريش فلما قتل مسلم انفرد بولاية المدينة وسالم بن مال بالقلعة فبنى الشريف عند ذلك قلعته ونسبت إليه في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة خوفا على نفسه من أهل حلب واقتطعها عن المدينة وبنى بينها وبين المدينة سورا آخر واحتفر خندقا آثاره باقية إلى الآن لكنها خفية جدا لا تظهر ولا تعرف ثم خرب السور بعد ذلك في أيام إيلغازي بن أرتق حين ملكها واستقل بملكها في سنة ست عشرة وخمسمائة فعادت من المدينة كما كانت وأما أبواب مدينة حلب فأولها باب العراق سمي بذلك لأنه يسلك منه إلى ناحية العراق وهذا الباب لم يبق منه شيء بالجملة الكافية وإنما موضعه الآن شمالي جامع الطواشي عند حمام الذهب ثم بعده إلى جهة الغرب باب قنسرين سمي بذلك لأن يخرج منه إلى جهة ناحية قنسرين وقد جدد في أيام الملك الناصر يوسف وغير عن موضعه ووسع وعمل عليه أبرجة عظيمة ومرافق للأجناد حتى صار بمنزلة قلعة عظيمة من القلاع
Page 62