118

Le perle sélectionnée pour compléter l'histoire d'Alep

الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

Genres

مولده لليلتين بقيتا من المحرم سنة خمس وتسعين وستمائة بحلب سمع أباه أبا عبد الله محمد بن ناهض والإمام صفي الدين أبا الثناء محمود ابن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي العراقي المحدث وأبا القاسم عمر بن الحسين بن عمر ابن حبيب وأبا الفداء إسماعيل ابن الخطيب الإمام أبي العباس أحمد بن عبد الله بن الزبير الشيباني ابن الخابوري وغيرهم من الشيوخ المتأخرين وأجاز له بإفادة الإمام صفي الدين العراقي سنة أربع عشرة وسبعمائة مسند الشام قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي وأبو العباس الحجار والقاسم ابن عساكر وإسحاق الآمدي وزينب بنة المنجى وغيرهم وأخذ عن العلامة صدر الدين أبي عبد الله محمد بن عمر بن مكي العثماني الشافعي الشهير بابن المرحل وبابن الوكيل حين أقام بحلب كثيرا من أدبه ونظمه وسمع من الأستاذ صفي الدين عبد العزيز بن سرايا جميع ديوان شعره بقراته عليه وكذلك سمع من غيرهما من أدباء العصر من أهل البلد والقادمين عليها شيئا كثيرا وحدث بحلب عن صفي الدين العراقي المذكور بكتاب الحوض في أحاديث الحوض من تخريجه بسماعه منه سمعه منه العلامة قاضي حلب جدي أبي فخر الدين أبو عمرو عثمان خطيب جبرين وغيره وكان أديبا حافظا للاشعار مكثارا لا يجارى في الإنشاد وسعة الحفظ لأنواع النظم من القريض والموشحات والأزجال وغير ذلك التزم مرة أن ينشد من حفظه آعلى روي واحد عشرة الاف بيت من الشعر وأفاد رحمه الله تعالى في هذا الشأن وتخرج به الأصحاب وكان له بعلم الأدب معرفة متوسطة وله شعر غير مختار ونسخ بخطه ما لا يحى كثرة ومن جملته مائة مصحف شريف وكان حسن العشرة جميل الصحبة أبي النفس سمحا سخيا يجمع الأباء والعلماء له طبقة بأعلى مشهد الفردوس يأوي إليها أكثر الناس وقل من لم يصعد إليها من الأئمة والعلماء والقضاة والرؤساء وغيرهم من أهل البلد والغرباء في كل وقت ذكره شيخنا أبو محمد ابن حبيب في تاريخه فقال فاضل أشرقت شمس عرفانه وأغدقت رياض طوفانه ونمت أوراق حفظه وطمت موارد لفظه كان إماما بفردوس حلب ملتقيا من طلع من أفقه ومن غرب محببا إلى الناس جميل التودد والإيناس حسن المحاضرة مفيد المذاكرة مسموع الكلام مقابلا بالكرامة من الكرام سمع وجمع وحصل ودأب وكتب كثيرا من أشعار العلم والأدب وحفظ جملة من الأشعار وسار ذكره بين أدباء البلاد والأمصار لقيته واجتمعت به كثيرا وسمعت من فوائده من إنشاده ليزيد بن معاوية من أبيات طرقنك زينب والراب مناخة بلوى المحصب والندى يتصبب فتحية وكرامة مبذولة ومع التحية والكرامة مرحب أنى اهتديت ومن هداك وبيننا زوى فرفلة عالج فالمرقب فثنية العلمين وهنا بعدما خفق السماك وقابلته العقرب

Page 173