Durr Manzum
الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم
Genres
هكذا ذكره والدنا الإمام الهادي إلى دين الله تعالى علي بن المؤيد بالله عليه السلام في رسالة له غراء ومقالة رائعة عذراء، ذكر فيها طبقات الأئمة ودرجاتهم، ونزلها على هذا التنزيل، قال في الطبقة الرابعة: هي من الإمام أحمد بن الحسين المهدي إلى أن ألجأت الحال فصار الأمر عندي، واستثنى من هذه الطبقة الرابعة الإمام يحيى بن حمزة وقال: هو جدير بأن يعد أمة وحده، وله في هذه الرسالة ألفاظ رشيقة، ومعان دقيقة، وكان الباعث له عليها أن السيد العلامة الهادي بن إبراهيم بن علي المرتضى وجه إليه رسالة بالغ في الثناء عليه فيها، وتفضيله على كثير ممن قبله أولها: الحمد لله عليك من إمام أمة. عده عليه السلام على المسلمين نعمة، فأنشأ الإمام عليه السلام هذه الرسالة وأظهر التواضع فيها والحط من أمره حتى استشهد بقول بعضهم:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن
لم يستطع صولة البزر القناعيس
وأجاد معاني عالية وأطاب وأتى بالألفاظ البليغة، والمعاني العذاب، بما يروق الألباب.
ثم نعود إلى ما هو المقصود فنقول: أما من بعد علي عليه السلام من الأئمة غير إمام الزمان، فلا قائل بأنه يجب معرفة إمامتهم، ولا البحث عنها، ولا أنه يتعلق بنا في شأنهم تكليف لا اعتقاد إمامة، ولا عمل يتبع ذلك.
قال بعض أصحابنا: لأنه لا تكليف علينا علمي ولا عملي في معرفة ذلك، وإن كان العلم بذلك ممكنا بأن يتواتر الخبر إلينا بمثل ذلك لكنه ولو تواتر فإنه حينئذ غير واجب لأنه علم ضروري.
وذكر الدواري في تعليقه على شرح الأصول: أن الأظهر من كلام الزيدية وغيرهم أنها تجب معرفة إمامة زيد بن علي عليه السلام وعلل ذلك بأنه مجمع على إمامته، وجمعه للشرائط يحتاج إلى معرفتها والعلم بذلك، ليكون طريقا إلى معرفة إمام الزمان وأوصافه، أو الاعتبار في الشرائط التي تشترط في الإمام أو في أكثرها بإجماع الأمة أو أهل البيت، ولا إجماع معلوم إلا فيه، فإن الأمة والعترة فيما بعد زمنه كثر انتشارهما فقلما يعلم لهما إجماع.
Page 214