Le Durr Manthur
الدر المنثور في التفسير بالمأثور
Maison d'édition
دار الفكر
Lieu d'édition
بيروت
لمات من فِي الأَرْض كلهم من قبح وَجهه وَمن نَتن رِيحه وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَو أَن حَلقَة من حلق سلسلة أهل النَّار الَّتِي نعت الله فِي كِتَابه وضعت على جبال الدُّنْيَا لارفضت وَمَا تقارت حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى الأَرْض السُّفْلى
فَقَالَ رَسُول الله ﷺ حسبي يَا جِبْرِيل فَنظر رَسُول الله ﷺ إِلَى جِبْرِيل وَهُوَ يبكي فال: تبْكي يَا جِبْرِيل وَأَنت من الله بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْت فِيهِ فَقَالَ: وَمَا لي لَا أبْكِي أَنا أَحَق بالبكاء لعَلي أكون فِي علم الله على غير الْحَال الَّتِي أَنا عَلَيْهَا وَمَا أَدْرِي لعَلي ابْتُلِيَ بِمَا ابْتُلِيَ بِهِ إِبْلِيس فقد كَانَ من الْمَلَائِكَة وَمَا أَدْرِي لعَلي ابْتُلِيَ بِمَا ابْتُلِيَ بِهِ هاروت وماروت فَبكى رَسُول الله ﷺ وَبكى جِبْرِيل فَمَا زَالا يَبْكِيَانِ حَتَّى نوديا: أَن يَا جِبْرِيل وَيَا مُحَمَّد ان الله قد أمنكما أَن تعصياه
وَأما قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَا يعلمَانِ من أحد حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحن فتْنَة﴾ أخرج ابْن جرير عَن الْحُسَيْن وَقَتَادَة قَالَا: كَانَا يعلمَانِ السحر فَأخذ عَلَيْهِمَا أَن لَا يعلمَا أحد حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحن فتْنَة فَلَا تكفر
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿إِنَّمَا نَحن فتْنَة﴾ قَالَ: بلَاء
وَأما قَوْله تَعَالَى: ﴿فَلَا تكفر﴾ أخرج الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: من أَتَى كَاهِنًا أَو ساحرًا فَصدقهُ بِمَا يَقُول فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد
وَأخرج الْبَزَّار عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ لَيْسَ منا من تطير أَو تطير لَهُ أَو تكهن أَو تكهن لَهُ أَو سحر أَو سحر لَهُ وَمن عقد عقدَة وَمن أَتَى كَاهِنًا فَصدقهُ بِمَا يَقُول فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد
وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن صَفْوَان بن سليم قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ من تعلم شَيْئا من السحر قَلِيلا أَو كثيرا كَانَ آخر عَهده من الله
وَأما قَوْله تَعَالَى: ﴿فيتعلمون مِنْهُمَا﴾ الْآيَة أخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿فيتعلمون مِنْهُمَا مَا يفرقون بِهِ بَين الْمَرْء وزوجه﴾ قَالَ: يؤخرون أَحدهمَا عَن صَاحبه ويبغضون أَحدهمَا إِلَى صَاحبه
وَأخرج ابْن جرير عَن سُفْيَان فِي قَوْله ﴿إِلَّا بِإِذن الله﴾ قَالَ: بِقَضَاء الله
وَأخرج عبد بن حميد عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿وَلَقَد علمُوا﴾ قَالَ: لقد علم أهل
1 / 250