المرزباني؛ إذ لم يذكر أحدٌ هذا الديوان في مؤلِّفات المرزباني (١) ونقل أيضًا عن كتب قريبة من عهده لا أظنُّ أنّنا نعرف عنها شيئًا من مثل: "تحفة الكبراء في تراجم الشعراء" (٢) لابن الشعّار الموصلي. وقد يكون نقل عن كتب أخرى لم أتنبَّه إليها أثناء القراءة. وكما كان ينقل من هذه الكتب كان ينقل من خطوط علماء معروفين مشهورين من مثل العالم اللغوي صاحب كتاب "إصلاح المنطق" ابن السكّيت، والمترسِّل الكبير أبي إسحاق الصابي، والخطيب الأجلّ الإمام علي بن أبي طالب، وابن شمس الخلافة صاحب كتاب "الآداب" المطبوع، وكتاب "الشعر" الذي ما يزال مخطوطًا، والمرزباني صاحب "الموشح" و"معجم الشعراء" و"المقتبس"، ونقل عن خطوط غير أولئك العلماء. وتأتي قيمة الكتاب أيضًا من أنَّه عرَّفنا بشعراء ما كنتُ أنا -ولا أزعم أن الآخرين مثلي- لأعرفهم من مثل: شمس الدين الواعظ الكوفي، وخيار بن نجاح، والظفري البغدادي -وهو حمّال أميٌّ- وأبي الجاه البطائحي، وابن الفُريْريجة، والصراف اليزدي، وابن لقمان النسفي، وابن البياضي، ومحمد بن شبل، وهو شاعرٌ بغداديٌّ تلفت شاعريته النظر، والبيذق الشيباني، والكادوشي، واليعقوبي وهو من أحفاد الوزير يعقوب بن داود، والصارم، وناصر بن منصور الغزالي، وسواهم.

(١) تنظر جريدة مؤلفاته في معجم الأدباء ١٨/ ٢٧٢؛ وفي مقدمة الأستاذ فرّاج محقق كتابه معجم الشعراء: ب. د. (٢) ينظر الدر ٥/ ٥٣٥، ومن مؤلفات ابن الشعار التي وصلت إلينا مخطوطة كتابه: "عقود الجمان في شعراء هذا الزمان". وقد وصل إلينا مفقودًا منه جزآن هما، الثاني والثامن. ينظر الشعر العربي في العراق من سقوط السلاجقة حتى سقوط بغداد: ٩، عبد الكريم توفيق العبّود. وزارة الإعلام، بغداد ١٩٧٦ [قام بتحقيقه مؤخرًا كامل سلمان الجبوري وصدر عن دار الكتب العلمية في ٢٠٠٥ م/ ١٤٢٦ هـ].