Les Perles de la Conduite dans la Politique des Rois

al-Mawardi d. 450 AH
48

Les Perles de la Conduite dans la Politique des Rois

درر السلوك في سياسة الملوك

Chercheur

فؤاد عبد المنعم أحمد

Maison d'édition

دار الوطن

Lieu d'édition

الرياض

بهم ينجو كَانَ بِملكه مغررا وبنفسه مخاطرا وَقد قَالَ بعض الْحُكَمَاء إِن الْوَفَاء لَك بِقدر الْجَزَاء مِنْك والطبقة الرَّابِعَة عُمَّال الْخراج الَّذين هم جباة الْأَمْوَال وعمار الْأَعْمَال والوسائط بَينه وَبَين رَعيته فَإِن نصحوا فِي أَمْوَاله وَعدلُوا فِي أَعماله توفرت خزانته بسعة الدخل وعمرت بِلَاده ببسط الْعدْل وَقد قيل فَضِيلَة السُّلْطَان عمَارَة الْبلدَانِ وَإِن خانوا فِيمَا اجتبوه من أَمْوَاله وجاروا فِيمَا تقلدوه من أَعماله نقصت مواده وَخَربَتْ بِلَاده وَتغَير عَلَيْهِ لقلَّة دخله أجناده وتولد مِنْهُ مَا لَيْسَ يحل فَسَاده وَقد قَالَ بعض الْحُكَمَاء ظلم الْعمَّال ظلمَة الْأَعْمَال وَحكي أَن الْمَأْمُون جلس يَوْمًا وَحضر الْعمَّال فقبلهم أَعمال السوَاد واحتاط فِي الْعُقُود فَلَمَّا فرغ قَامَ إِلَيْهِ عبيد الله بن الْحسن الْعَنْبَري فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الله تَعَالَى دَفعهَا إِلَيْك أَمَانَة

1 / 101