وَحكي أَن عُثْمَان بن عبد الله وقف على مُحَمَّد بن سَمَّاعَة القَاضِي وَهُوَ فِي مجْلِس قَضَائِهِ يحكم بَين النَّاس فَقَالَ اسْمَع لَا سَمِعت يَا ابْن سَمَّاعَة ثمَّ أنشأ يَقُول
(لقد كلفت يَا مِسْكين أمرا ... تضيق لَهُ قُلُوب الخائفينا)
(أتعلم أَن رب الْعَرْش قَاض ... وتقضي أَنْت بَين العالمينا)
فَقَامَ ابْن سَمَّاعَة من مَجْلِسه ودموعه جَارِيَة على خَدّه
وَلَيْسَ أحد أولى بالحذر والإشفاق وَأَحْرَى بِالنّصب وَالِاجْتِهَاد مِمَّن تقلد أُمُور الرّعية لانقيادهم لحكمه وتصرفهم بَين أمره وَنَهْيه وَصَلَاح جَمَاعَتهمْ بصلاحه وَفَسَاد أُمُورهم بفساده
وَقد قَالَت الْحُكَمَاء رشاد الْوَالِي خير من خصب الزَّمَان
1 / 88